عايض البقمي
يقول الشيخ وفارس الخيل محمد بن راشد آل مكتوم في كتابه الشهير (رؤيتي) : الجائزة كبيرة والفشل كارثة وطنية، لذا استعد ومع العدائيين كلهم عندما تشرق الشمس في الصباح ثم نعدو مع العدائيين كلهم عندما تغرب كل مساء، لكن لسنا في السباق لكي نعدو بل نريد الفوز؟
تلك المقدمة تصور المشهد الفروسي الذي لا زال في الذاكرة من الموسم الماضي في داربي كأس ولي العهد، حيث قدمت لنا تلك الأمسية الخالدة بطلين غير مرشحين ونسبة كبيرة مقارنة بالجياد الفافورية والأكثر ترشيحاً فلعلها (النشاص) وأغرق منافسيه في موقعة الإنتاج بخطة المبارزة الشجاعة وفي التوقيت المناسب الذي سعى إليه المدرب الفذ عبد الرحمن الشافي، وفجرها (هيبو) بالرميات الأخيرة بقيادة السعودي مشاري العيسى وليتأكد مجدداً بأن عالم سباقات الخيل لا تعترف بالترشيحات والمرشحين، الخيل مهما كانت أسماؤهم وصولاتهم وبطولاتهم.
غير أني أخرج دائماً وفي مثل هذه البطولات بمدلولات أبعد من عالم سباقات كر وفر والمفرحات المزعلات بأن أدوار الخيال عبر إمكانياته وبراعته واتخاذ التوقيت المناسب في المسافة المناسبة تتساوى مع إمكانية الجواد، بل إني أتحيز في الوصول إلى أنها تتساوى مع إمكانية الجواد وبنسب متساوية في طريق الانتصار، ولا سيما عندما يملك ذلك الفارس أعصاباً فولاذية ومهارة تكتيكية حد البراعة.
يقول أحد عظماء سباقات السرعة (ميك كنان) لم أكن أتصور اطلاقاً (ألا) يكون (يستر بيجوت) رقم (1)، نعم كان خالياً من الشخصية والكاريزما، نحن في اللحظة التي يعتلي فيها صهوة حصانه سرعان ما يمتلي حيوية ويشغل مكانته في سباقات الخيل مثلما يشغلها محمد علي كلاي في حلبة الملاكمة؟
وحول الحديث عن كنان يتحدث المدرب المدرب أوكس عن هذا الفارس الذي برز مع (جاليو) (وهي شيراك) (وجايت كوزواي).
وحقق معهم العديد من البطولات التاريخية لم يكن هناك مغزى في أن أحاول إفادة (كنان) عن كيفية ركوب الحصان فلديه الخبرة، مضيفاً : وأنت تركب الطائرة وترسم خطاً مباشراً في قمرة القيادة لست بحالة إرشاد القطبان حول كيفية قيادة الطائرة.
وأضاف المدرب فزنا بالعديد من السباقات مع (زامور) لكن من البديهي أن «سي ذا ستار» كان قمة القمم وإن كان ثمة سباق يبقى في مخيلتي عن كنان فإنه سيكون سباق (قوس النصر)، حيث بلغ الضغط مبلغاً عظيماً وكانت الحظوظ متساوية بين المشاركين والكل يريد الفوز، غير أن ميك كنان كان واثقاً سلفاً ولم يكن هناك مجال في أنه سيتركنا ننزلق فيما كنا جميعاً ندرك أنه الحاجز الأخير، بينما كان السباق مربكاً لكن كلمة (فزع أو رهبة) لم تكن واردة في قاموس الخيال (كنان) وما كان منه إلا أن قاد (سي ذا ستار) عبر الثغرات ليسجل فوزاً مشهوداً.
وما بين ثغرات الفارس كنان وراموس ومشاري العيسى في أمسية كأس ولي العهد العام الماضي تحققت ثنائية أبو العينين - رحمه الله - والمحامي الراقي عبد الرحمن المخضوب بل ولم تكن رهبة (فزع في قاموس الخيالين المبدعين.
والليلة في أمسية الذهب الخالدة على كأس ملهم الشباب وفارس الوطن أبو سلمان هل تتواصل المفاجآت المدوية بشكل متسارع على خارطة سباقاتنا الكبرى، وإن كنت أتوقعها في موقعة المستورد قابلة للانفجار بينما في موقعة الإنتاج واضحة المعالم والله العالم.
المسار الأخير
من يكسب النواميس لله درّه
كأس (أبو سلمان) في كسبته كل النواميس