قبل كل شيء وبعد بسم الله.. انتبهوا أيها القرّاء:
سأورد إحصائية عدد المؤلفين والكتب والعناوين التي تمّ توقيعها في معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الخامسة ثم بعد ذلك دعونا نتطارح حَلَبة الكتابة بيني وبينكم إما أصرعكم بالضربة القاضية حرفًا وإما تلقون بي في غياهب الجُبّ كيوسف عليه السلام!
- أكثر من مئتي مؤلف ومؤلفة
- وأكثر من 350 ألف عنوان
- 400 دار نشر
- 40 دولة مشاركة من حول العالم
- غير تخصيص جناح للمؤلف السعودي..هنا نتوقف كثيرًا «أقصد عدد المؤلفين» في هذا الهياط أم الإبداع.. لحظة نعم هياط لا تستغربون ذلك حسنًا وسأفصّل في ذلك:
أما قبل:
أعرف كاتبًا في كل سنة يصدر كتابًا أو كتابين ويملأ سماءنا بالغث كثيرًا والقليل من السُمّنة وحين تتصفّح إصداراته تجدها ما بين جودة الغلاف وزخرفته وبين هشاشة المقروء وهو من الذكاء بمكان في معرفة تسويق نفسه وكتبه والإقناع إلى حدٍ كبير في وسطنا الثقافي لا لشيء سوى أن كميّة ما يبثّه كل سنة تجبرك على احترام نَهَمِه الكتابي وأحيانًا كثيرة يوقّعها خارجيًا في دول عربية قريبة، وتقام له الجلسات تلو الجلسات هناك ولا أخفيكم سرًا وددت أن أهمس في أذني هذا الكاتب بيني وبينه وأقول:
يا عمي صدّعتنا بإصداراتك هوّن عليك، اجعل لكل سنتين كتابًا نقرؤه على مهل ورويّة ونعطيك انطباعنا حوله! لكني خجلت وخشيت أن يفهم ذلك بأنني حاسدٌ له - والعياذ بالله - وهناك في الطرف الآخر أعرف شخصًا أصدر أكثر من ثلاثين كتابًا في السنة يا ساتر يارب ما هذا الغثّاء الذي ملأ فضاءنا ضبابًا؟!
وحين تقصّيت عن ذلك وجدت أن صاحبنا صاحب الثلاثين كتابًا هناك من يكتب عنه وبإبداع وطبعه في داره التي يمتلكها فهو يشتري قلم ذلك العربي المسكين بحفنة من دراهم استغلالاً وشجعًا!
أما بعد:
في مسألة الهياط الكتابي في تواقيع الكتب في المعارض تجد العجب العجاب من ناحية الرقم الخرافي في عدد المؤلفين والمؤلفات في معارض الكتب الدولية عدد للوهلة الأولى ينبؤك أنك أمام مستقبل كتابي مبهر والأغرب تجد من إعداد كبيرة من «الفانزات» المعجبين حوله وتجبرك الظروف في قراءة عنوان الغلاف وحين تمرر أصابعك في أول نص تصيبك حمّى المتنبي هزّة تشبه رعشة الموت فدون أن تشعر يسقط الكتاب من بين يديك وتمضي محوقلاً!
وحين تسأل من هذا الذي يلتفون حول هؤلاء يقال لك: ألا تعرفه؟! هذا المشهور الفلاني صاحب الحساب الذي يتابعه الملايين!
النقطة الإيجابية التي أؤكد عليها هنا أن هذا الكم الهائل من المؤلفين والمؤلفات شيء مفرح ولا بد من دعمهم وتشجيعهم ولكن لدي مقترحات علّها تصل إلى ذاك المسؤول:
- منها ما أطلبه على من يجيز توقيع كتابه في معارض الكتب عندنا بالمملكة قبل الإجازة (ولا أقصد فسح الكتاب فقط) تشكيل لجنة نقدية في شتّى المجالات تهتم بكل ما يعرض عليها من كتب فمن يستحق يتفضل بتوقيع كتابه وإلا في موسم ثانٍ....
- على اللجان الثقافية المشكلة في كل معرض للكتاب أن تدخل في حسابها من خلال فعالياتها المنبرية والنشاطية الموجه للجمهور القرّائي الأخذ بعين الاعتبار هؤلاء الشباب المبدعين الذين وقّعوا كتبهم لهم الأولوية في المشاركة وإلقاء ما لديهم بعد اجتيازهم معايير تلك اللجنة النقدية في إجارة كتبهم
- كل من وقّع كتابه في معارض الكتب لا بد لأغلبهم الانخراط في الورش التدريبية في نفس الفعاليات لكيفية الكتابة وبروز قلم المبدع وكيفية تسويق نفسه....
في الختام أيها القرّاء
يبدو أن هناك سؤالاً يلوح في أفق فكري تاركًا إجابة لكم وهو: (تواقيع المؤلفين في معارض الكتب ترف أم ضرورة؟)
والآن أنتم بين دفعي إلى بئر عميقة ما لها من قرار أو أني أصبتكم بالحروف القاضية كالمصارع بروك لسنر!
المقال القادم بإذن الله
«ثم ماذا بعد قراءة مواقع التواصل الاجتماعي.. النتيجة والهدف»
** **
- علي الزهراني (السعلي)
@raig18_a