فوزية الجار الله
كيف تزيد دخلك؟
منذ زمن ظهرت مثل هذه الأسئلة التي تحمل طموحات وبشائر قادمة، توحي لك بأن الأمور أسهل مما تتوقع، فقط عليك أن تعقد العزم، وتبتهل إلى الله بنية صادقة، وتشد الحزام، وتثبّت البوصلة، ولتكن ثقتك بالله وأنت تبدأ خطوتك الأولى..
«كيف تزيد دخلك»؟.. ظهرت مثل هذه العبارات المحفزة في أكثر من مجال، من أهمها تطوير الذات. ومن لا يرغب في زيادة دخله؟ خاصة في ظل الانكماش الاقتصادي الذي ضرب كثيرًا من الدول في السنوات الأخيرة لأسباب كثيرة، أهمها الفوضى والحروب، واتجاه قطاع هائل من ميزانيات بعض الدول إلى التسلُّح الأمني بدلاً من الاتجاه إلى التنمية الوطنية وبناء الإنسان. هذا - ولا شك - موضوع واسع؛ يحتاج إلى عالم موسوعي محنك ذي خبرة عميقة في علم الاقتصاد بتشعباته وفروعه الجزئية والشمولية كافة؛ ليحدثنا عن تأثير الحروب؛ وبالتالي الفوضى الاجتماعية على دخول الأفراد، هذا عدا أن هناك مَن يعانون البطالة، ويرغبون في دخل ما من مصدر شريف مهما بلغت ضآلته.
أعود إلى حديثي حول وسائل زيادة الدخل الذي يبدو موضوعًا مبهجًا محرضًا، عليك اتباع خطواته ومراحله، ومحاولة الولوج إلى مساره..
منذ سنوات أتذكر أن إحدى قريباتي الشابات أبلغتني بأن ثمة وسيلة سهلة جدًّا متاحة للحصول على المال عبر «الإنترنت».. أتذكر أنها كانت ضمن ما يسمى بـ(الفوريكس)، فهي تتطلب إنشاء حساب افتراضي في البنك الإلكتروني الذي يتطلب من الشخص التسجيل فيه لحفظ أرصدته القادمة. رغم انشغالي إلا أنني فكرت وعقدت العزم على دخول التجربة. كان العمل يتضمن آلية خاصة؛ إذ يتم الضغط على عدد من النجوم، وفي مقابل كل جلسة أحصل على أربعة بنسات (البنس لمن لا يعلم هو جزء من الجنيه الإسترليني/ الباوند)، ولك أن تتخيل حجم هذا المبلغ المالي إذا علمت بأن الجنيه الإسترليني الواحد يتضمن مائة بنس (ليل الكفاح طويل).
إذًا، كم تحتاج من الوقت للحصول على عشر (باوندات)!! تتضمن العملية أيضًا جانبًا تحفيزيًّا؛ إذ يقولون لك ستحصل على مبلغ (أربعة بنسات) حين تدعو صديقًا آخر للمشاركة في هذه العمليات التي لا أراها إلا صعودًا لجبل شائق، تملؤه الأشواك!
ولمزيد من الإضاءة حول المبالغ المتاحة في العملية سالفة الذكر للتعرف كم يساوي هذا المبلغ، حسب الوضع الحالي؟
الجنيه الإسترليني (الباوند) يساوي خمسة ريالات تقريبًا.
وبما أن الجنيه يتضمن مائة بنس، إذًا كم جزءًا ستحصل عليه بالمقابل من الريال؟
وإذا كانت الصحيفة الورقية انحسر رواجها وشراؤها كما كان الأمر في السابق، إذًا ما هي القيمة المادية والمعنوية للعائد من العمل على الإنترنت المذكور سابقًا؟!
وللحديث بقية.