في مكتبه الذي يغرق بفوضى الأوراق
ورائحة الذكريات تفوح عطراً لا يُنسى!
تلك اللحظة التي يأنس إليها حين
يغزوه الحنين بين كتاباته العتيقة
وتفاصيل سنين عمره العجاف
التي قضاها،
في بحور الشعر وكواليس السياسة
طرقت الباب تستأذن الدخول،
دخلت مبتسمة،
تحمل فنجان قهوته الداكنة وجريدته
رائحة البخور تسبق حضورها الملكي
رفع عيناه تجاهها،
وقال أتعلمين أنك القصيدة التي
أكتبها كل مساء وكأني أكتبها لأول مرة!
وأنكِ أجمل حدث أحرجني وأربكني
فأغرقني حباً!
أتعلمين سيدتي:
ماذا قال محمود درويش؟
وأني أحبكِ، أنتِ بداية روحي، وأنتِ الختام!
ولكن..
كل ما أخشاه أن أكون ظلمتكِ
فأنا أكبرك بالسنين وأنتِ ما زلتِ بالثلاثين!
وضعت يدها على فمه وطلبت منه أن لا يكمل،
وأردفت قائلة،
أخبرني أنت:
مالي وشابٌ لا يدرك فنون الحُب وقداسة العائلة؟!
ابتسم وأمسك بيديها وقبلهما،
وقال:
بالله ماذا فعلتِ بي؟!
فقد أوجدتِ في قلبي عالماً لا يسكنه غيرك.
فابتسمت..
وأنت أوجدت الحياة لهذا العالم وقلبي
أصبح بجوار قلبك متعافيًا.
** **
- منيرة الخميري
Mnoor_124@hotmail.com