ماذا أقول؟ كيف أستطيع أن أرثي حبيبتي وصديقتي وزوجتي المثالية في كل شيء، المرحومة -بإذن الله- حصة صالح حمد الراجحي؟ مثالية في تدينها، وفي أخلاقها، وفي تصرفاتها الرائعة.. دائمًا وهي تتصرف في كل الظروف مبتسمة مهما كانت صعبة أو حتى قاسية.
أحبَّها الجميع في أسرتَيْها (النعيم والراجحي)، وفي محيطها؛ لأنها تضفي على الجميع من حنانها وعذوبتها ورقتها وعلو نفسها.. فهي تتمتع بكل خُلق رفيع، ونفسية رائعة.
أما خدمتها للعائلة فكانت فوق ما يتصوره أي إنسان، لا تفرِّق بين أولادها وبقية الأسرة؛ فالكل عندها سواسية؛ كلهم لهم حق الخدمة والاحترام.
وقد ربت أولادها أحسن تربية حتى وصلوا لمراكز مرموقة، كلٌّ في محيطه وتخصصه، وهم -ولله الحمد- يخدمون بلدهم ومجتمعهم بمثل ما أخذوه من أمهم وصديقتهم الغالية.
قد يتساءل البعض: وأنت والدهم، ماذا كان دورك في تربيتهم؟ وأرد بأني كنت مشغولاً كثيرًا، مندفعًا في عملي، وساعيًا بكل ما أستطيعه لخدمة وطني. قد أكون مشاركًا في تربية الأولاد، لكني كنت تاركًا أمور البيت لله -عز وجل- ثم للمعلمة المرحومة (أم علي والبنات).
إنني وهي في رحاب الله -عز وجل- وفي الجنان -إن شاء الله- لأقف احترامًا وتقديرًا وامتنانًا لما قدمته أم علي من احترام وتقدير وتشجيع لي على ما كنت أقوم به. لقد كانت تدفعني وتحثني على العمل، وخصوصًا على الخير والإحسان للآخرين بقدر الإمكان، والتواضع مع الصغير قبل الكبير.
لا أرغب في أن أطيل إلا أن حبيبتي وصديقتي وزوجتي تستحق الثناء والتقدير والامتنان بصفحات وصفحات؛ لأنها عاشت وعشتُ معها ما يزيد على سبعين عامًا في ود وصدق وأُلفة.
رحم الله المغفور لها -بإذن الله- حصة صالح حمد الراجحي، وتغمدها الله بواسع مغفرته ورضوانه، وجعلها مع الصديقين والشهداء والبررة.. وأعاننا الله -عز وجل- على فقدها وحرمان البيت من روحها الطاهرة وحضورها السعيد.
** **
المكلوم بفقدها هو وأولاده عبدالله علي النعيم