تشرفت وبدعوة من الزميل العزيز محمد بن عبدالله المنيع بزيارة لبلدة الخطامة.. أو خطامة سدير أيامًا عدة، تلك البلدة الحالمة التي تعدُّ من المراكز القديمة في إقليم سدير، وتبعد عن العاصمة (الرياض) 140كم. ولقد سررت بما شاهدته أثناء التقائي برئيس البلدة الأستاذ عبد الرحمن بن محمد المغامس، وتجولي في بلدة الخطامة، وبكرم أهاليها وحسن الضيافة. والحقيقة ما يميز طابع أهاليها أنهم متماسكون ومترابطون، فإذا رأيتهم قلت أنهم أبناء رجل واحد.. وعلى قلب رجل واحد..! تحبهم منذ أن تلتقي بهم للمرة الأولى.. إنهم أهل كرم ونبل وشهامة وأصالة. ومن أشهر أسر الخطامة المعروفة.. المغامس والمنيع والريس والمشرف والعبداللطيف والنمي والحميد والعيسى والفياض والغيامة والفراج وأبا حسين والعليان والربيع والرميح وأبو غانم.
والجميل في بلدة الخطامة أنها بلدة عريقة يعود تاريخها لأكثر من 300 سنة كما يشير أهالي هذه البلدة التاريخية.. وقد سميت بهذا الاسم لكونها خاطمة على بلدان سدير وموازية لها من جهة الشمال بدءاً من فروع مسايل بلدة الحصون إلى بلدة عشيرة سدير من الشرق وتتبعها مساحات كبيرة زراعية ورعوية ومراتع للبادية، وبها نخيل كثيرة ومنتشرة على الوديان الثلاثة المارة بها والمسماة وادي الخطامة ووادي أبا المياه ووادي الهريمي، وبالطبع تتميز التركيبة السكانية بالخطامة بأنها تركيبة اجتماعية لا تتخلى عن أصالتها ومواقفها الطيبة مع كل من يزورها.. فمن صور تأصيل مبدأ التكافل الاجتماعي بين الأهالي وروح التواد والتواصل.. قيامهم ببناء قصر أفراح خاصة بأهالي البلدة، ومن يتزوج من أبنائها يقام حفل زفافه في هذا القصر بسعر زهيد أشبه بهدية (فرح) من الأهالي، إنها صورة تكافلية من صور التضامن الاجتماعي من أهالي الخطامة.. يظهر وبجلاء أروع معاني الكرم والشهامة والنبل والجود والقيم الاجتماعية الأصيلة.. تحدث عنهم شعراء كثر، وأذكر في هذا السياق ما قاله الشاعر المعروف صالح الخفاجي القحطاني في أبيات شعرية خاصة بأهل الخطامة:
يأهل الركاب إن كان معكم دليله
صوب الخطامة ما كّر الجود والطيب
تلقون ديره حايشين الجميله
كبار الصحون وناطحين المواجيب
قبيلة يا حيها من قبيلة
بهم الكرم يوم السنين الشلاهيب
يفداهم اللي شاوروا للحليلة
كبار الأنفس ناقلين المشاعيب