لن أضيف جديدًا لو قُلت إن الهلال هو الأكثر حضورًا على المستوى الآسيوي، وهو معيار التميز، ودائمًا ما يكون مضرب مثل في كل شيء؛ فيكفي أن طموح الأندية وجماهيرها يتمحور في أن يحالف التوفيق أنديتهم بلاعبين مثل لاعبي الهلال، أو مدرب أو رئيس بحجم وحضور رئيس الهلال، خاصة في ظروفهم الصعبة. ببساطة، هو المعيار، أو ما يسمى (benchmark) في كل زوايا المنظومة الرياضية، بل هو أيضًا سفير الأندية السعودية في جميع المناسبات؛ والدليل الانطباع الجميل الذي تركه الهلال في البطولة العربية التي تغنى بها الجميع من المحيط إلى الخليج. طبعًا الظروف لا تأتي كما يحب عشاق هذا الفريق؛ إذ إن التقلبات تأخذ نصيبها من الزعيم من فترة لأخرى، وأحيانًا بفعل فاعل، ولكن الشيء المتفق عليه هو أن هذا الهلال سريعًا ما يعود كما عهدناه رغم التحديات الصعبة؛ فهو يُفرح جماهيره بإنجازاته، ويفرح خصومه بعثراته؛ فيكفي أنه أشهر الكثير داخل وخارج الوطن، وطبعًا لن يكون (الدلخ) آخرهم ببرنامجه البائس في كل شيء، خاصة وهو يستجدي المتابعة بإسقاطه على الهلال في كل مناسبة، وغيره كُثر ممن تفضل عليهم الهلال بالكثير من الضوء والشهرة. حاليًا يعامَل الهلال من قِبل اللجان معاملة الخصوم رغم أنه الممول الأهم للمنتخب، والتاريخ لا يكذب، والأرقام لا تتجمل، ومع ذلك لا أحد يقدر عطاء هذا الزعيم، ولا أحد يشكر فضله. والمحزن أيضًا أن هذا الفريق بمجده وتاريخه أصبح يصارع (الجميع)! الأندية واللجان والقنوات والإعلام بكل أشكاله، ومع ذلك ينتصر، وقافلته تسير وتسير لإنجازات أخرى طمعًا بالتميز...! فعندما يحضر الهلال يا سادة يغيب الآخرون، وتغيب طموحاتهم؛ لهذا نحن نتفهم شعورهم وحجم ما هم فيه من إحراج أمام جماهيرهم التي تراهم ينكسرون في كل مرة أمام هذا الزعيم. المطلب حاليًا من محبي الهلال المحافظة على وهجه ومجده من خلال التركيز، والابتعاد عن التشنج الذي يسعد المتربصين؛ فلديكم الوقت لنقد كل شيء في نهاية الموسم بدلاً من أن تزيدوا معاناتها؛ فهو لا يحتاج إلى نيران صديقة ليخسر كل شيء. عمومًا، ذهبت «العربية» بخيرها وشرها، وبقي الأهم، وكما تعودنا يأتي (الهلال) أولاً وعاشرًا؛ فهو صاحب الأولوية؛ لهذا نقول إن الخلاف الحالي لن يغير الواقع الذي يجب أن نتعايش معه حتى نهاية الموسم، وبعدها لكل حادث حديث.
آخر الكلام
. بصراحة الوضع الحالي للكرة السعودية لم يعد مشجعًا على أي شيء.. انشغلنا بالدوري وإثارته، وانشغلت اللجان بالهلال، ونسينا الأهم، أو بالأحرى لم يعد أحد يهتم في ظل غياب كل شيء؛ فخروج المنتخبات الوطنية لم يعد يحرك ساكن أحد!!! غاب ذلك الحزن، وغابت ثورة الغضب، حتى ردة الفعل التي تشبه البركان لم يعد لها وجود؛ فأصبح كل شيء بردًا وسلامًا ما دام أنهم يسيطرون على الهلال الذي أصبح شغلهم الشاغل.. لم نعد نعرف الكثير عن منتخباتنا ولا استعداداتها!!! رحلت آسيا، وقبلها كأس العالم، بمشاركات بائسة، والمؤشرات تقول إن القادم أدهى وأمرّ! بكل أمانة، الوضع يحتاج إلى إعادة تقييم.. ونحن نطالب سمو رئيس الهيئة - وهو الرياضي الذي يعرف شرف المنافسة - بأن يشكِّل لجانًا محترفة من خارج المنظومة الرياضية لتقييم أداء الاتحاد ولجانه بما يسمى (performance evaluation)، وفحص مؤهلات منسوبي تلك اللجان وأحقيتهم بالانضمام لها، حتى ولو انتهت فترة عملهم بانتهاء الموسم، على الأقل ليكون كشف حساب، ولتتعرف الجماهير على طبيعة عمل اللجان، ومع من كانوا يتعاملون طوال هذا الموسم، فقط للعلم بالشيء، وبحثًا عن الأفضل الذي غاب طويلاً في الشكل والمضمون عن المنظومة الرياضية.
** **
- فهد المطيويع