«الجزيرة» - المحليات:
في مقعد منزوٍ بصالة المطار، جلست السيدة «هيلة مهنا» بمفردها، تشعر بالوحدة رغم الزحام حولها، تحمل على كاهلها أعباء أم وجدت نفسها مضطرة للسفر من السعودية إلى الأردن للاطمئنان على طفليها صحابي الهمم اللذين يخضعان للعلاج بأحد مستشفيات عمان منذ فترة طويلة، كانت هيلة مشغولة بالتفكير في رحلتها الطويلة، والتفاصيل الشاقة التي يجب أن تعيشها بمفردها في المستشفى، بخلاف شعورها بالتوتر الذي لا يفارقها كلما تخيلت طفليها وهما على فراش المرض، داعية الله أن يخفف عنهما وأن يردهما إليها ردَّاً جميلاً. وفي غمرة القلق وملل الانتظار، فوجئت السيدة هيلة مهنا بما شرح صدرها وغيرها من حال إلى حال، بعدما تفاجأت بخمس من صديقاتها أقبلن عليها في صالة المطار، وقد حجزن معها على الطائرة ذاتها سرًا، ليرافقنها في رحلتها ويشددن من أزرها في سفرها للاطمئنان على طفليها، المفاجأة السارة التي لم تتوقعها هيلة، جاءت بتنظيم من صديقاتها في فريق «ساند بعطاء» الخيري، وهي مبادرة وطنية اجتماعية تهدف إلى نشر الأعمال الإنسانية وإدخال السرور على القلوب، ولكن بأسلوب مختلف وبأفكار غير تقليدية. السيدة أمل العقيل رئيسة المبادرة، حرصت على أن تكون على رأس صديقات هيلة المسافرات معها، إضافة إلى 4 صديقات أخريات هن فاطمة الحميدي وحصة الراشد وندى الخيال وبدرية الزيد. رحلة السيدة هيلة المهنا باتت مختلفة الآن، وطريقها بات أسهل وأقصر، ومهمتها باتت أيسر وأجمل، في ظل تلك الصحبة المفعمة بالحب والعطاء، والتي تجسد المعنى الحقيقي للصداقة.