محمد المرواني
عندما يفتقد الحكم شخصيته ليدير المباريات بطريقة الحكم العربي أو المحلي، أو بروح القانون؛ لينزع روح العدل والمساواة، فعليك أن تتأكد أنه ليس أوروبيًّا، ولكنه تركي، يتحدث قليلاً من العربية، ويطبقها بقانونه.. الدولي التركي شاكير هل أصابه الرعب من كثرة الاحتجاجات، وهو الذي طرد لاعبًا من مانشستر يونايتد من الشوط الأول في مباراة مفصلية بأبطال أوروبا أمام ريال مدريد؟ لا أعتقد!
لن أتكلم هنا عن قرارات الحكم أو إيجابياته أو سلبياته، بل عن شخصيته التي سيطر عليها اللاعبون، بل فرضوها عليه، وبدا التركي يبحث عن الخروج سالمًا. ومن حسن حظه أن الأهداف أتت في نهاية المباراة، وإلا لربما حدث ما لا تُحمد عقباه بسبب أنه أراد روح القانون ولم يطبقه.
مثل هذه المباريات تحتاج إلى شخصيات، ولعل سكومينا وماجيتش وكاساي هم الأفضل، ولكن ما سر إبعاد البعض عن مباريات الصدارة، ومنع البعض كليًّا من إدارة مباريات الدوري السعودي؟
* * * * *
نستطيع أن نفهم عمل لجنة الانضباط لو تركنا العقل قليلاً؛ فالعمل مكشوف كمن يحمل أسفارًا، ولا يقرؤها.
نستطيع فهم عمل لجنة الحكام لو تركنا نظرية (زيد محل عبيد)، والقافلة تسير، والرواتب تصرف للرئيس والأعضاء، ومكافأة الحكام ما علينا منها؛ فهم يعرفون طريق الملاعب، ولديهم القدرة المالية للصرف على أنفسهم، وطلب مساعدة الوالد، ويعرفون أيضًا كيف يعودون إلى بيوتهم بعد انتهاء مهامهم بأمن وأمان في ظل وجود رجلَيْ أمن وسكيورتي - والحامي الله - خاصة بدوري المناطق.
* * * * *
هل نستطيع أن نرى الشيكات المصدّقة للعقوبات تدخل في حساب الاتحاد السعودي لكرة القدم من العقوبات المالية أم أنها حبرٌ على ورق على رؤساء الأندية؟ وكيف هذه المداخيل تدخل ولا يخرج منها شيء ولو ريال لمكافأة حكام الفئات السنية منذ موسمين؟ وأين تُصرف؟!
* * * * *
نستطيع أن نفهم من يرأس اتحاد القدم، ولكننا لن نفهم من يوقّع على بيانات اتحاد اللعبة، هل (يستغبينا) أم أنه الوحيد (الصح) والمجتمع (غلط)؟! نستطيع ونستطيع (بس) ما استطعنا منذ سنين أن نغير العمل لكي نستطيع أن ننجح ككرة قدم مستقلة، وليست قرارات عشوائية، يصدرها من لا يملك معلومة وزن الكرة وطول الملعب فقط،
ربما يعرف أن عدد اللاعبين أحد عشر، بمن فيهم حارس المرمى، ولكنه لا يعرف متى تُلعب المباراة وماذا تحتاج كرة القدم من وزن ودفع وضرب!
يستطيع المسؤول أن يضع بائع الورق رئيسًا للكرة، ويستطيع أن يضع عامل (الكور) مسؤولاً، يستطيع كل ذلك (بس) لن نستطيع أن نتطور؛ لأنهم لا يفهمون ماذا تعني اللعبة الشعبية الأولى لجمهور يعشق الوطن أولاً، ويهيم بناديه ثانيًا، ويرى أننا لن نستطيع إرضاءه؛ فيصبح التعصب عنوانه.
* * * * *
لن نستطيع إسكات رؤساء الأندية، ولكننا نستطيع فتح الجمعيات العمومية؛ لنحظى برئيس مثالي بشروط الجمعية العمومية، وليس بطريقة الشهرة تأتي على طريقة سميرة توفيق (بيع الجمل يا علي واشتري لاعب الي)!!
الفوارق تتضح بمن يفهم الرياضة ومن لا يفهمها، وانظروا للرؤساء الرياضيين حقًّا كيف يتحدثون، حتى وهم يصرحون أو يطلبون الإثارة صعب ولا يستطيعون أن يضحكوا على جماهيرهم؛ لأنهم رياضيون حقًّا.
* * * * *
سلة أُحد الحقيقة واضحة بلا جدال: كأس و47 بطولة بالتمام والكمال على مدى أربعين عامًا.. ظلت ثابتة برجالها.. ويدرك ذلك كل رئيس أُحدي؛ لذلك يستمر العطاء والدعم لها بدون حدود رغم جوائز اتحاد اللعبة المخجلة التي لا تساوي راتب لاعب محلي من الصف الثاني.
أُحد بأبطاله (السالك ورفاقه والقبلي وإدارته وأحمد رباح وبراعته الإدارية) يسيرون بكل جدارة نحو مزيد من البطولات، وربنا يكفيهم شر قرارات اتحاد السلة وسوق الانتقالات.
أُحد يتصدر، وبالعربي هو بطل الدوري، ويجب أن يحصل على درع الدوري، ويجب أن تكون البلاي أوف مستقلة، وليس على طريقة المربع الذهبي لكرة القدم الذي أعطى فرقًا بطولات لا تستحقها.
نحن لسنا الدوري الأمريكي الذي يعمل بالملايين، و(ليس بالملاليم يا اتحاد السلة!). ومن العجائب أن تقام النهائيات بصالة لا تتحمل أكثر من ثلاثمائة مشجع، ويشتكي منها الجميع.. فهل اتحاد السلة يبحث عن بطل جديد أم يبحث عن فتح صالة أتعبت اللاعبين، أم سياحة بجبل قارة ولو كان الثمن تحطيم جبل أُحد؟!!
* * * * *
أُحد كل أسبوع منجز، وكأس الناشئين آخره.. ألف مبروك للأحديين، وللوطني يوسف عنبر ولاعبيه.. ونقطة آخر السطر، قد تحرق التويتريين من مشجعي أُحد، ولكنها لن تحرق قلوب المحبين الذين يعرفون أن العمل هذا لم يستطيعوا عمل نقطة منه..!!