سمر المقرن
في دراسة منشورة تتعلق بأسوأ مدن العالم من حيث العمل وبيئة العامل، أجرتها منظمة ORC WORLD WIDE ونشرتها CNN في العام 2010م، أتت فيها الرياض بالمركز الثالث، في نتيجة محبطة قد لا نعترف بها «نحن» عشاق الرياض وأبناءها، وكانت الأسباب التي جعلت الرياض في أولى هذه القائمة تتضمن أسباباً منطقية وأخرى غير منطقية!
وفي عام 2016م صدر تقرير عن منظمة الصحة العالمية، وجاءت الرياض في مراكز متقدمة في أعلى نسبة تلوث هواء. في الوقت ذاته احتلت الرياض المركز الحادي عشر من بين المدن العربية في قائمة أفضل المدن للمعيشة للعام 2018م، وفقاً لمؤسسة ميرسر العالمية للاستشارات.
بالاطلاع على التدرج السنوي والتفاوت في الدراسات نجد أن هناك صعودا إلى الأفضل فيما يخص مدينة الرياض، لكن المفاجأة الكبرى التي سوف تقلب كل الموازين هي المشاريع الأربعة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والتي سوف لن تغير وجه الرياض فقط بل حتى عمقها ومضمونها، فالرياض بهذه المشاريع سوف تقاوم كل عوامل الطبيعة التي تنثر عليها الغبار والأتربة وتتحول إلى مدينة خضراء، سوف تقاوم كل موجات المناخ الحارة وتستنشق هواءً صافياً نقياً يغير مجرى تنفسها. الرياض بهذه المشاريع هي ما تستحقه لتتربع وسطها أكبر حديقة في العالم هي حديقة الملك سلمان، والتي ستكون عاملاً كبيراً في خلق أجواء مختلفة لأهالي وزوار الرياض. ثم تنبثق الفنون من مشروع الرياض آرت ليظهر كسمة تبرز على ملامح الرياض، وصفة تصنع تغيير ما تراه العين ليكون الجمال والجمال فقط هو ما يتوج الرياض. وإلى ما هو أبعد من النظرة العامة إلى نظرة أعمق لتكون الفنون البصرية والمجسمات الإنسانية أداة قوية للتغيير الفكري والمجتمعي واكتساب ثقافة جديدة تتذوق التفاصيل الجمالية بعمق ومتعة.
أما مشروع المسار الرياضي، فهو صفة سوف تكتسبها الرياض معنونة تحت اللياقة والصحة والحياة الأجمل، في شارع يشبه تماماً من تسمى به الأمير الشاب محمد بن سلمان.
هذه المشاريع التنموية تأثيرها كما أرى أكبر وأقوى مما نتصور، بل هو صناعة لثقافة جماهيرية ضمن نطاق التقدم والنمو. مبروك للرياض وأهلها وعشاقها تحولها إلى جنة طبيعة وفن وحياة.