سمر المقرن
سجلت مؤخراً بأحد الأندية النسائية بعد انقطاع عن ممارسة الرياضة لأكثر من سنتين، فسئُلت إن كنت قد عدت إلى الرياضة طلباً في تخفيف وزني؟ والحقيقة أن تخفيف الوزن وزيادة اللياقة هما أحد الأهداف، لكن الهدف الأساسي من ممارستي للرياضة أن تكون نظام حياة، وقد اعتدت عليها منذ سنوات طويلة وإن كنت غير منتظمة بسبب العمل والارتباطات الأسرية وكثرة التنقلات والسفر. أيضاً انقطاعي لعامين متتالين عن الرياضة كان بسبب عدم وجود نادٍ رياضي قريب من منزلي، أما اليوم فالأندية الرياضية موجودة في كل حي وشارع.
كل هذه الأفكار تدور بذهني وأنا أقرأ الإحصائية الأخيرة الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، والتي تبين فيها أن نسبة ممارسة الرياضة للرجال السعوديين 10% من سكان المملكة، بينما نسبة النساء السعوديات الممارسات للرياضة لم تصل إلى 3%. ولا أدري عن مدى دقة هذه الإحصائية في ظل انتشار الأندية النسائية والرجالية في كثير من الأماكن خصوصاً في المدن الكبرى، لكن ما أثق به تماماً أن المعتقدات الرياضية هي سبب رئيسي في تدني نسبة ممارسة الرياضة. وأتذكر هنا عندما سجلت في أحد الأندية قبل حوالي ثماني سنوات وسألتني المدربة عن سبب رغبتي في ممارسة الرياضة؟ أجبت: بأنني أرغب أن أعيش حياتي بصحة جسدية ونفسية وفكرية جيدة، وأن أحافظ على بشرتي وجمالي مدى الحياة، والرياضة سوف تساعدني على تحقيق هذه الأهداف. كان تعليقها على جوابي أن هذه المرة الأولى التي تسمع فيها أهدافا للرياضة لا تدخل فيها محاربة السمنة، قلت إن الحفاظ على الرشاقة هو وسيلة لتحقيق كل هذه الأهداف.
فكرة أن الإنسان لا يُمارس الرياضة إلا بحثاً عن الرشاقة هي فكرة خاطئة من وجهة نظري، وأرى أنها معوق أساسي أمام ممارستها، لأنها هدف قد يتحقق بطرق مختلفة كثيرة وقد تكون أسهل أو أسرع من الرياضة، حتى لدى الرجال يسود اعتقاد أن الرياضة لبناء الأجسام والعضلات، وهذا ما يجعل هناك عزوف عن الممارسة لأن هذا هدف لا يعتبر مهما لدى الجميع. بينما لو كانت الأهداف الأشمل هي التي يضعها كل إنسان أمامه، وأن الحياة سوف تكون أجمل بالرياضة، فإن هذا كلّه هو مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق المؤسسات الحكومية والخاصة وليس الرياضية فقط، حتى تصل الفكرة لكل إنسان ونترك له خياره.
هناك أمر آخر مؤمنة بكونه عائق كبير في ممارسة النساء للرياضة داخل الأندية، وهو ارتفاع أسعارها مقارنة بأسعار أندية الرجال، وفي الحقيقة لا أعلم أبداً على أي أساس توضع هذه الأسعار التي تصل فيها إلى ثلاثة أضعاف الأندية الرجالية، وهنا يأتي دور الرقابة لنُحفز الناس ونصل في العام القادم إلى إحصائية بنسبة عالية، لعقول سليمة وأجساد صحية، وحياة تستمر بالحد الأعلى من الجمال.