د. صالح بن سعد اللحيدان
النظر في هذا المعجم مفردة تحتاج إلى تسلسل لبيان بعض معانيها وما ألتمسه من خلال ذلك من طارق وطارق مختلف ومتفق لعلي أبين شيئا جديدا أستفيد منه وأفيد وعليه أذكر مايلي:
1 -النظر يراد به الإدراك وشدة التوقي
2 -النظر بعد النظر للمسائل المطروحة
3 -النظر يقال نظر ينظر يبحث
4 -النظر الإرجاء تقول نظره وأنظره أجله والأول قليل
5 -النظر الموهبة حيال أمر ما أو حالات خاصة
6 -النظر يراد بهذا الإبصار بالعين المجردة
7 -النظر سعة الفطنة وهذا من المعاني
8 -النظر قوة الملاحظة لما بين يديه
9 -النظر يقال عنده نظر أي فهم جيد
10 -النظر تقول هذا عنده نظر ونظر آخر أي اجتهاد خاص
11 -النظر نظر ينظر حدد مراده وإنما ذلك بحسب المقتضى
12 -النظر بكسر الظاء أي الوضيء الوجه
وإذا تركت النظر بصفة الرؤية بالعين المجردة فإن ماهو أهم من ذلك أو يقاربه هو نظر العقل وتدبر أوجه الحياة ومسالك المعاش
13 -النظر علم سمي به أكثر من واحد في الجاهلية والإسلام من أولئك النظر بن الحارث
14 -النظر بعد بضم العين أي قوة المدى للإبصار ولعل رؤية الإنسان للبعد الطولي يبلغ مداة قرابة العشرة كيلاً وقد يبلغ مداه ليلاً مقابل الضؤ قرابة الأربعين كيلاً.
وحقيقة النظر أعني الإبصار إنما ذلك من خلال العقل فقد تحدد النظر إلى شيء ما أمامك لكنك لا تراه ذلك أن فكرك منصرف إلى شيء آخر تفكر فيه وقد جاء في المنزل الحكيم قول الباري جل وعلا {وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} (198) سورة الأعراف، وقال سبحانه وتعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) سورة الحـج.
وبحسب دراساتي التحليلية في القضاء الجنائي والتحليل النفسي التجريبي وجدت أن النظر على حالات فمن ذلك مثلاً:
1 - نظر ضعيف الشخصية يكون فيه زوغان وكثرة إرماش وقد تحمر عيناه عند النقاش ويرفع صوته وهذا قد يشكل عليه ضررا عند التقاضي أو التحقيق لأنه قد يعترف لينجو وليس له جريرة مالم يكن القاضي ذا موهبة سباقة وشدة تحر.
2 - نظر المهزوز الشخصية (الخائف) تكون عيناه مستطيلة وفيها نعوسة ظاهرة وقد يبكي أمام قوي الشخصية فإن كان من أمامه قوي الفطنة وصادق التجربة فسوف يدرك الحقيقة.
3 - نظر المظلوم تكون عيناه تنظر إلى الأسفل وقد ينكس رأسه حال المؤاخذة والنقاش وقد وجدت أن غالب هذا النوع يذهب حقه لعدم إحسانه التعبير.
4 - نظر البريء وهو غير المظلوم وإن تشابها كثيراً فهو يفرقع أصابعه وقد تنتفخ عيناه وتضيق.
5 - نظر المتسائل وهذا قد يتفق مع نظر البريء وتشعر أنه في حيرة مع كثرة الإتفات.
6 - نظر الندم فيهما ضعف ظاهر وقلة إرماش ويظهر من وضعه أنه يضع يديه بين ركبتيه وقد يستهل باكيا.
أقول وليست هذه حسب دراساتي ضربة لازب لكنها رؤية مجرب في القضاء التطبيقي والنظر النفسي وسوف يجد غالب القضاة والأطباء وعامة القراء الأعزاء شيئا من بعض ذلك في كتاب (يسألونك) وكتاب (حال المتهم في مجلس القضاء) فقد ألمحت هناك أشياء لعلها تجدي وتفيد.