فهد بن جليد
في المؤتمر الصحفي الأول من نوعه الذي عقده وكيل النيابة العامة والمتحدث الرسمي كان لافتًا أن معالي الشيخ شلعان الشلعان أعطى الفرصة للصحفيين ووسائل الإعلام أكثر من ثلاث مرات لطرح (آخر سؤال), وذلك في دلالة واضحة على مدى انفتاح النيابة العامة السعودية على الإعلام, وأنها تتعامل مع قضية مقتل جمال خاشقجي -رحمه الله- بشفافية كاملة لقول الحقيقة الموثوقة, وتقاسمها مع وسائل الإعلام حتى تتضح الصورة، وتنجلي بالأدلة الموثقة, كنهج سعودي أصيل بعيدًا عن المزايدات والعهر الإعلامي المفضوح الذي مارسته - ولا تزال - وسائل الإعلام المعادية ضد المملكة طوال الأسابيع الماضية, بمحاولاتها الفاشلة (تسييس) الجريمة, وتأجيج الرأي العام بالأكاذيب المضللة والتسريبات المفتعلة تحقيقًا لأجندات مشبوهة، لا تريد الوصول لحقيقة الجريمة الجنائية وتقديم المتورطين فيها للعدالة, بقدر ما تهدف لتشويه صورة المملكة.
بيان النيابة العامة، والحقائق التي أُعلن التوصل إليها، يعكسان بجلاء الشفافية والمصداقية السعودية في التعاطي بالحقائق مع هذه القضية, واتخاذ الخطوات التي تحقق العدالة والاقتصاص شرعًا ممن ارتكبوا هذه الجريمة بتحويلهم للقضاء السعودي المستقل والمشهود بعدالته وفق شرع الله. توجيه التهمة لـ11 موقوفًا، والمطالبة بإعدام خمسة أشخاص، بينهم مَن أمر وباشر الجريمة, وإعلان ارتفاع عدد الموقوفين إلى 21 شخصًا, دلائل أخرى تؤكد أن التحقيق السعودي يسير بثبات وكفاءة واضحة نحو كشف الملابسات والحقائق للوصول للضالعين كافة في هذه الجريمة، وتقديمهم للعدالة, رغم تأخُّر الجانب التركي في تقديم ما لديه من أدلة ومعلومات حتى الآن.
التأخير في التعاون مع النائب العام السعودي لن يفيد؛ فقد أثبتت النيابة العامة السعودية نجاحها مع كل بيان تصدره في إفشال مخططات استغلال هذه القضية وتسييسها؛ لتصطدم النوايا الخبيثة والمؤامرات بمزيد من الحقائق؛ ما يدل على أن التحقيقات السعودية ستتوصل في نهاية المطاف للحقيقة كاملة وفق ما التزمت به المملكة, وسيقول القضاء السعودي كلمته الفصل؛ لتنتهي الحكاية في إطارها الطبيعي والقانوني بتطبيق العدالة وفق شرع الله.
وعلى دروب الخير نلتقي.