فهد بن جليد
الناس ينقسمون عند مُشاهدة آثار الأمطار وغرق السيارات والمنازل واحتجاز أهلها, بين مُتجمهِر سلبي يكتفي بالمُشاهدة والتصوير والتوثيق وربما عرقل الطريق أمام فرق الإنقاذ, وبين مُتحمِّس لديه الرغبة في الفزعة ولكنَّه لا يملك الخبرة والأدوات اللازمة, وقد يكون هو الضحية التالي في حال قام بأي مُغامرة غير محسوبة, وبين شخص ثالث هو عملة نادرة في مثل هذه المواقف, وعلى الدفاع المدني إيجاده وتوفيره في كل الأماكن, وهم المُتطوعون وأصدقاء الدفاع المدني, ممَّن يملكون الخبرة والدراية اللازمة للتدخل قبل وصول فرق الإنقاذ.
لم يكن غرق المركبات, وازدحام الشوارع المُمتلئة بالماء, الصورة الوحيدة التي ستعلق في أذهاننا عن موجة الأمطار الأخيرة, هذه المرة كان هناك مشاهد جديدة واجه فيها أصحاب بعض المنازل مُداهمة المياه لبيوتهم, مصلون احتجزتهم المياه عند أبواب المسجد أو في سياراتهم, كثافة الأمطار جعلتنا نشهد صورًا مُماثلة في دول مُجاورة تعرضت لأمطار الغزيرة مثلنا, إلاَّ أنَّ عدم وجود خبرة كافية عند الناس لمواجهة الأخطار كان واضحاً, إضافة أن مُعظم مبانينا غير مُجهزة بشكل كاف بعوامل واشتراطات السلامة ومخارج الطوارئ والإنقاذ, الأمر الذي يعكس الحاجة للتدريب على التصرف الصحيح والمثالي والآمن بكل السيناريوهات المُحتملة عند وقوع مثل هذه الأزمات والأخطار.
تفعيل دور المتطوعين وأصدقاء الدفاع المدني من شباب وشابات الوطن, أمر له أهميته وفوائده في مثل هذه الأوقات والظروف, إذ بإمكانهم المُساهمة في التخفيف من الآثار والأضرار وإنقاذ الكثير من الأرواح والممتلكات, إضافة لمُساندة رجال الدفاع المدني في دورهم لمواجهة الأخطار, هناك مُقيمون أيضاً في بلادنا فيهم خير كثير, ولديهم حب واضح لهذا الوطن وأهله, ويتمنون المُساهمة والمُساعدة وفق آليات مُحدَّدة, وقد شهدنا سابقاً تكريم بعض هؤلاء لدورهم البطولي في إنقاذ حياة شخص أو أشخاص, لذا أعتقد أن فتح المجال أيضاً أمام بعض المُقيمين الذين يملكون قدرة وخبرة كافية في الفيضانات أو التعامل مع الحرائق والكوارث والزلازل والانهيارات -لا سمح الله- سيكون إضافة جديدة لقوة وقدرة الدفاع المدني ورجاله الأبطال.
وعلى دروب الخير نلتقي.