فهد بن جليد
عليك الانتباه لتصرفاتك عند تواصلك مع الآخرين، حتى لا تبدو وكأنَّك (بلا عقل) بمفهوم ومُصطلح مهارات التواصل، وأعني هنا أنَّ مُعظم من لا يملكون تلك المهارات ولا يوظفونها بالشكل الصحيح، يحصلون غالباً على نتائج عكسية ومُزعجة في تعاملاتهم اليومية مع البشر في مُختلف البيئات العملية والعائلية، لأنَّه ببساطة يتعامل مع الآخرين بفعل مؤثرات خارجية وكأنَّه (فاقد لعقله) من ناحية التركيز، والوضوح، والاختصار في الكلمات، والفهم، واللباقة، والثقة، وتماسك الأفكار، المهارات التي يُعرِّفها خبراء التواصل بـ 7Cs أي 7 كلمات تختصر أهم 7 مهارات، لا تخصُّ أصحاب التخصص وحدهم، فجميعنا نحتاج امتلاك مثل هذه الخلطة الآمنة، في عصر السرعة والثورات التقنية والتكنولوجية التي أثرت على مساحات الفهم والاستعداد له عند كثير من البشر.
تزايد فُرص واحتمالات الاتصال بالآخرين بطُرق ووسائل مُختلفة في أوقات وأمزجة مُتغيرة لنا ولهم، تتطلب أن نُحاذر دائماً من الوقوع في الخطأ، بتنمية مهارات التواصل واكتسابها بالتدريب اليومي، وصقل واكتساب المزيد من المهارات الجديدة والمُتطورة مُنذ الصغر، وهذا يجعلنا أمام أمانة واستحقاق تربوي لتعليم أطفالنا ضرورة الالتزام بتلك المهارات مع الأقران وداخل المنزل، وطريقة اكتساب المزيد منها بذكاء وتطويرها في مراحل حياتهم.
المؤسف أنَّ هذا الدور تلعبه الآن بعشوائية وخبث الألعاب الإلكترونية، ووسائل الترفيه والتواصل الأخرى، التي تؤثر إيجاباً أو سلباً على عقل جيل بأكمله، ما أظهر لنا بعض النماذج العصبية المُزعجة في المجتمع، التي لا تملك الصبر ولا تُحسن التصرف والاستيعاب ولا تقبل الاختلاف والحوار أو احترام الأكبر سناً، ولا تُحافظ على أدبيات التواصل معهم، بعض هؤلاء يتحدثون بسرعة وبكلمات غير مفهومه، وقد يتصرفون وكأنَّهم داخل تلك الألعاب، مُعتقدين أنَّهم في الزمن الخطأ ومع الأشخاص الخطأ في طريقة قيادتهم للمركبات وفي أفكارهم واهتماماتهم وصولاً لطُرق تواصلهم مع الآخرين، اللافت أنَّ من كبار السن من تأثر بهذه الموضة الشبابية، راكباً موجة العصر، مثل هذا السلوك المُشَاهد له تأثيره دون شك، ويحتاج من الباحثين والدارسين فهم أسبابه، وتقديم الصيغ المُناسبة لعلاج مثل هذه الحالات، التي قد يتصرف بعض أصحابها في ردود أفعالهم (بلا تفكير).
وعلى دروب الخير نلتقي.