يْطارِدُني النُّعمانُ في كُلِّ بقْعةٍ
ويُغري بيَ الأعرابَ شَرْقاً ومَغرِبا!
ويرسلُ في إثْري بواكيرَ جيشِهِ
لأنِّي أبَحْتُ الناسَ عشقاً مُسَرَّبا!
لأنَّي تقمَّصتُ الغرامَ بأرضِهِ..
وكنتُ سليلَ الرَّمْلِ عُشْباً ومَشْرَبا!
لأنِّي جَلَوْتُ الحُسنَ غيرَ مؤدَّبٍ..
ولا خيرَ في عشْقٍ يجيءُ مُؤدَّبا!
يطاردُني في وجهِ كلِّ جميلةٍ
وقافيةٍ من دونها الموتُ والظُّبَى!
كذا قد ركِبْتُ الموتَ ظَهْرَ قصيدةٍ
وكم كانت الأشعارُ للموتِ مَرْكبا!
وكلُّ ذنوبي أنَّني كنتُ عاشقاً
لحُسْنٍ تجَلَّى ساعةً وتحَجَّبا!
تراءى لهذا القلبِ صفحةُ وجهِهِ
وعينان تسْتلَّان سيفاً مُجَرَّبا!
رموشٌ كَسالَى فوق عينٍ كحيلةٍ
وشعرٌ على الكتْفين ماجَ مُخَضَّبا!
بياضٌ كلون الثَّلْجِ لكنَّ كُنْهَهُ
أُوَارُ جحيمٍ في البرودة غُيِّبا!
تبسَّمَ لي مثلَ ابتسامِ قصائدي
إذا هزَّها الشوقُ القديمُ وأطربا!
فلاحت كَلوْنِ البَرْقِ..
جُرِّدَ نصفُها سقيطاً..
لِينْأى بالفؤادِ ويلعبا!
رأيتُ على أجفانِها خضْرةَ الرُّؤى
ولمَّا (اتقتْنا) عادَ حُلْميَ خُلَّبا!
أعشْقٌ لدى النُّعمانِ والجُنْدُ حولَهُ !؟
يظنُّ صليلَ السَّيفِ بالعشقِ
أنْسَبَا!
تلاقَى عليه الحاسدون لأنَّهم
يرى كُلُّهم ظُلْمَ النُّفوسِ مُحبَّبا!
يرون صباحَ الطامحين منالُهُ
بعيدٌ..
ودربَ الحالمين مُكهْرَبا!
يخافون من صُبْحِ الجمالِ وأهلِهِ
لذا لن ترى فيهم نهاراً مُطيَّبا!
يُلَذُّ لهم قمْعُ الشموسِ وكبتُها
يزيدون حمقاً إذْ تزيدُ تلَهُّبا!
يتيهون في وادي المُلوحةِ مادَرَوْا
بأنَّ غداً خلْفَ المُلوحةِ أعذبا!
تمالَوا على العُشَّاقِ من كلِّ وجْهةٍ
وسدُّوا عليهم مَنفَذَ الرِّيحِ مَنكِبا!
يلوكون أبياتاً تكَسَّرَ وزنُها
قديماً..
لحدِّ الآنَ لم تَلْقَ مُعجَبا!
تباروا على طمْسِ الحياةِ بقُبْحِهم ..
فمنذُ تغنَّوا صاحت البُومُ:
مرحبا..!!
** **
- شعر/ مطلق الحبردي