رقية سليمان الهويريني
أبهجني استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- لعدد من الكتاب والمثقفين والإعلاميين، بالرغم أن ذلك غير مستغرب منه حيث عرف عنه حفظه الله إبان عمله أميراً للرياض تقديره للمثقفين ومتابعته الشخصية لكتاباتهم بل والرد عليها وتصحيح ما يرد في بعض المقالات.
ويجد المثقفون والأدباء والكتّاب بالملك المفدى سنداً ومعيناً، فلا يرضى لهم بالاستصغار أو التعدي عليهم، ويحفظ مكانتهم بالتواصل معهم واللقاء بهم والسؤال عنهم، عدا عن تحسس أوضاعهم والاهتمام بشؤونهم وكذلك تقديره لهم بالتعليق على ما تكتبه صحفهم، فيعدّل من فكرة خاطئة، ويثني على أخرى صائبة، معتمداً على ذاكرة حادة وتوقد ذهني يقظ يخدمه حين يستدعيه، ومن يتحدث معه حفظه الله يلحظ معلوماته التاريخية الغزيرة التي يستند عليها في حديثه، ويستنتج منها آراءه، ويبني عليها أفكاره، ويعتمد عليها في قراراته.
وقد عرف الملك سلمان بلقب (مثقف الأمراء وأمير المثقفين) واشتهر بهذا، ولعله اليوم ملكهم، وهذا يعود لسعة اطلاعه وشغفه بالقراءة مما أنتج ثقافة واسعة، وهو نموذج للسياسي والحاكم المثقف الذي دوماً أراهن على نجاحه في تسيير شؤون دولته ودفعها نحو الحضارة والتنمية على كافة الأصعدة.
إن تقريب المثقفين والاستئناس بآرائهم ودعمهم معنوياً يخلق حالة من الصفاء بين السياسي وشعبه، لأنهم نتاج المجتمع وهم صوته وعينه وإليه يعودون، كما أن آراءهم وقضاياهم تحتل دائماً حيزاً كبيراً من اهتمامات السياسي المثقف، ومتابعتها تجعله حاضراً، وعلى دراية بما يحدث من خلال نقل المثقف ما يدور في المجتمع وتحليل المفكر.
ما أسعدني حقاً هو أسماء المثقفين والأدباء الذين حضروا اللقاء مع الملك، حيث يتسمون بالرزانة والحيادية والوطنية الحقة، وذوي فكر وتجارب صقلتها الخبرات، وهو ما يؤكد أن القيادة تقدّر أصحاب هذا الفكر وتفسح لهم المجالس وتستمع لهم.
وإني لأجزم أن هذا التمازج بين القيادة والمثقفين يستقطب إعجاب واحترام الجميع داخل المملكة وخارجها، مما يجعل المثقف والإعلامي والمفكر يشعرون بالفخر لانتسابهم لهذا الوطن الفخم.
شكراً لخادم الحرمين الملك سلمان على رعايته وهنيئاً لكل مثقف سعودي في بلادي.