رقية سليمان الهويريني
أجزم أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2002 التي قام بها مجموعة من الإرهابيين معظمهم يحملون الجنسية السعودية من أقسى ما مرَّ على بلادنا، حيث وقعت الحكومة في حرج كاد أن يفقدها مكاسبها الدولية لولا ثقة دول العالم بأن هؤلاء تصرّفوا دون علم المسؤولين بالمملكة، ومع ذلك فقد تعرّض المواطنون السعوديون لأسوأ أشكال التعامل معهم من لدن أكثر الدول لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية. ولم ينقذنا من تداعياتها بعد لطف الله إلا حكمة القيادة الرشيدة التي أدانت الإرهاب ووقفت مع الحكومة الأمريكية في مصابها الجلل.
والقسوة ليست بشدة الأزمة، بل بسوء التعامل معها، والحكومة السعودية تتسم بالحكمة في التعاطي مع الأزمات والأوقات العصيبة والتعامل معها بتعقل وروية، وهو ما نتوقعه من قيام الحكومة الرشيدة بإدارة الأزمة الحالية والخروج منها بسلام. وكثير من الأزمات تكون في نهايتها انفراجات.
ولعلنا نعاني الآن من ولادة أزمة يرافقها مخاض وألم، ولكن سيتبعها حتماً مرحلة انحسار وتقلّص عند نجاح القيادة باتخاذ قرارات سيادية تحد من اتساعها وتعمل على احتواء تداعياتها من خلال امتصاص قوة الدفع المحركة لها كوسائل الإعلام وحشد الجماهير، وإفقاد الأزمة مرتكزات النمو حتى الوصول لتلاشيها واضمحلالها.
ومن المفيد تجنب وقوع الأزمة أو تخفيف المخاطر من خلال التنبؤ بها قبل وقوعها وذلك بعدم إغفال الإنذارات.
ومن المهم الاستفادة من نتائج الأزمة وتداعياتها وسلبياتها للخروج بخبرة تراكمية وقدرة على التعامل مستقبلاً مع أي أزمة مهما كبرت وعظمت.
ونحن المواطنين على ثقة بقدرة قيادة خادم الحرمين وحنكته وسمو ولي العهد على الخروج من الأزمة الحالية كما خرجنا من أزمات أعظم طالما هناك تكاتف بين الشعب والحكومة.
حفظ الله بلادنا من كل شر محدق بها ومن مؤامرات تحاك ضدها.