سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهلية، وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يومًا من أول ذي القعدة إلى يوم 20 منه، ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضي فيه الأيام العشر الأواخر من شهر ذي القعدة، ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها. وسكان سوق عكاظ الأوائل هم قبيلة هوازن وقبيلة عدوان.
سمي بهذا الاسم لأن العرب كانت تجتمع فيه فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون.
يعتبر (عكاظ) سوقاً لكل البضائع المادية والأدبية، فإضافة إلى البضائع المادية كالتمر والسمن والعسل والملابس والإبل. فهو سوق للبضائع الأدبية، فيأتي الشعراء بقصائدهم لتعرض على محكمين من كبار الشعراء، معظمهم أو كلهم من بني تميم. ومن المظاهر التي كانت تسود سوق عكاظ:
المفاخرة والمنافرة بين الناس.
وربما قامت حروب بسبب منافرات قيلت في السوق كحرب الفجَّار.
ومن الممكن أن يرى زائر السوق بعض الآباء يعرض بناته للتزويج.
وقد يحضر السوق بعض الخطباء المصاقع، كقس بن ساعدة الإيادي.
ودخله النبي يعرض نفسه على مرتاديه ليحموه فيبلغ دعوة ربه.
سوق عكاظ هو أهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق، وقد اهتم الملك فيصل -رحمه الله- بموضوع سوق عكاظ وتكونت اللجان من الجغرافيين والمؤرخين والأدباء لتحديد موقعه، فتهيأ لعكاظ رجال مخلصون أرادوا أن يعود إلى مجده وسابق عهده، وقد كان ذلك عام 1428هـ بعد انقطاع استمر حوالي ألف وثلاث مئة سنة.
حظي سوق عكاظ باهتمام قادة هذا البلد المجيد المعطاء، وما ذلك إلا امتدادًا لحرص ولاة الأمر أيدهم الله ووفقهم على كل ما يدفع بمسيرة الثقافة والوعي والأدب في المملكة العربية السعودية، إيماناً منهم بالقيمة الأدبية الريادية لسوق عكاظ وما يمكن أن يمثله السوق للحركة الثقافية. وتأتي أهمية سوق عكاظ اليوم في كونه ملتقى شعرياً وفنياً وتاريخياً، يقصده المثقفون، آنسين بالعروض الشعبية الأصيلة، ومنصتين إلى الكلمة الشاعرية، ومستمتعين بالقيمة المعرفية، وتتنوع الأنشطة في سوق عكاظ لتقدم للزائر مهرجاناً ثرياً في محتواه، يعيد تأصيل القيم الأخلاقية لدى العرب، باتصاله بسوق عكاظ التاريخي الذي مثّل هذا الدور لدى العرب وقبائلها. كما يعيد سوق عكاظ إلى الأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر.
اشتهر سوق عكاظ عند العرب كأهم أسواق العرب وأشهرها على الإطلاق، كانت القبائل تجتمع في هذا السوق شهراً من كل سنة، يتناشدون الشعر ويفاخر بعضهم بعضاً.
«صخرة السرايا» في سوق عكاظ أصبحت معلمًا حضاريًا بعدما كانت صخرة من يمر عليها يجدها لا تختلف عن غيرها إلا من وعى أنها كانت منصة إلقاء القصائد. الصخرة اليوم يجدها المتأمل لسوق عكاظ قد ارتدت رداء حضاريًا بروح الماضي لتكون من المعالم المنجزة ومن العلامات التي يهتدى بها إلى طريقة التناص بين الماضي والحاضر، وهي اليوم تتحوّل لخيمة سوق عكاظ، وهي العلامات الفارقة التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - أيده الله ووفقه - فخيمة عكاظ تمثل إضافة جديدة لبرامج السوق ونشاطاته الثقافية التي تشمل المحاضرات الشعرية، حاضنة لجميع البرامج والأنشطة الثقافية، وتتضمن سلسلة المشاريع الكبرى الرامية إلى بناء مدينة تاريخية على مساحة 9 ملايين متر مربع، تتناسب مع البعدين التاريخي والسياحي لسوق عكاظ المجيد.