جدة - خاص بـ«الجزيرة»:
طالبت خبيرة ومستشارة تربوية في مجال الطفولة بضرورة إطلاق برامج تدريبية متعددة التخصصات لملاحظة حالات الانتهاك الجنسي والتعامل معها وفق استراتيجية متفق عليها، مع قيام الجهات الأمنية والصحية الاهتمام بنشر الحماية على أوسع نطاق واستغلال الإعلام في ذلك.
وشددت المستشارة عائشة عادل السيد مؤسسة ورئيسة مجلس جمعية طفولة «آمنة» في دراستها البحثية المعنونة: «انتبه» أبناؤك في خطر.. التحرش الجنسي.. الوقاية والعلاج» شددت على أهمية تحسين سرعة الاستجابة عند تلقي الشكاوى على المستوى الأمني والقانوني والقضائي بما يكفل للطفل نيل حقه بشكل مباشر وسريع، مع سن قوانين مفصلة لكل حالة ولكل نوع من أنواع التحرشات الجنسية بحيث لا تترك الأحكام لاجتهادات شخصية من الجهاز القضائي.
وأكدت عائشة السيد على ضرورة إدخال مادة التربية الجنسية ضمن المناهج الدراسية على أن يوكل بأمرها معلمين مؤهلين تأهيل عالياً، وأن يكون في كل مدرسة مرشد نفسي أو اجتماعي يتولى التوعية ومعالجة حالات التحرش علاجاً تربوياً، وتعريف الأطفال حقوقهم وأن من حق الطفل أن يرفض أي سلوك أو تصرف يرتاب من صاحبه أياً كان، مع ضرورة إدخال مادة التحرش الجنسي في مناهج الجامعة الخاصة بخريج التربويين وكليات الطب ليتعرف الطالب على أساليب الكشف عن حالات التحرش الجنسي، ووضع كاميرات في المدارس وعلى مداخل ومخارج دورات المياه، وفصل الطلاب الأصغر سناً عن الكبار في المدارس ذات المراحل التعليمية المتعددة. وبينت الدراسة أن تربية الأبناء تربية جنسية قائمة على المنهج الديني الذي يعترف بالجنس ويحترمه كحاجة فسيولوجية ولكنه يقننه ويضبطه بضابط شرعي يستشعرون من خلاله الخوف من الله سبحانه وتعالى وإقامة الشعائر الدينية التي تهذب النفس وتحافظ على القيم الأخلاقية لقوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أكبر وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} العنكبوت 45.
وأكدت الدراسة على أهمية إنشاء علاقة حب وود وتفهم بين الآباء والأبناء وتعويد الأبناء على الحوار والثقة المتبادلة بينهما، وإيجاد بيئة آمنة نفسياً للطفل بالابتعاد عن المشاكل والعنف بين الزوجين وبين الوالدين وأبنائهما، وعدم تمكين الخدم من الخلوة بالأبناء مهما كانت درجة الثقة، وتعريف الأبناء وخاصة صغار السن منهم بحدود العورة واللمسات المسموح بها واللمسات المريبة، وتدريب الأطفال على استشعار الخطر ومعرفة مدلولات بعض التصرفات الجنسية من المحيطين به، ومراقبة الأجهزة ووسائل التواصل التي يتعاطى معها الطفل بشكل غير مباشر حتى لا يكون عرضة للاستغلال الجنسي، وعدم السماح للطفل بمصاحبة الأكبر منهم عمراً، والإجابة عن أي تساؤلات جنسية يطرحها الطفل ومنحه المعلومات بالشكل الذي يتناسب ومرحلته العمرية، وتدريب الأبناء على بعض الفنون القتالية للدفاع عن النفس، وتعريف الأبناء بالتغيرات التي ستحدث لهم مع مرحلة البلوغ وما يصاحبها من اضطرابات نفسية وانفعالية.
وأوضحت رئيسة مجلس جمعية طفولة آمنة أن للعنف آثاراً مدمرة على الطفل (الضحية) سواءً عقب التحرش والاعتداء مباشرة أو على المدى البعيد وأن هذه الآثار تنعكس سلباً على المجتمع والدولة لذا أصبح لزاماً أن تتكاتف الجهات المختلفة وعلى جميع الأصعدة والمستويات أن تتشابك مع بعضها البعض في منظومة متكاملة وواعية بأهمية التوعية لتشكل سياج متين يحمي الطفولة.