سلمان بن محمد العُمري
طالت يد الغدر الشيخ الدكتور/ إبراهيم بن عبدالعزيز الغصن -رحمه الله- يوم الثلاثاء السادس من شهر رمضان المبارك من العام 1439هـ، وصُلِّي عليه عصر يوم الجمعة 9/9 وحضر الصلاة عليه عدد كبير من المصلين يتقدمهم صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور/ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز.
ولقد كانت لجهود ومتابعة الأمير الهمام فيصل بن مشعل الأثر الكبير في تحقيق الإنجاز الأمني وغيره من الإنجازات الأخرى بالمنطقة، حيث لم يهدأ له بال حتى تم القبض على الجناة، وبالفعل كان له ذلك في فك غموض الجريمة البشعة في فترة زمنية وجيزة من قبل رجالات الأمن الأبطال, وتلكم الجهود التي تُذكر فتُشكر لرجالات الأمن في بلادنا لهي محل فخر واعتزاز الجميع، ولا شك أن هذا الإنجاز الأمني يؤكد حرص وزارة الداخلية على أمن الوطن والمواطن والمقيم، - ووفق بيان شرطة القصيم - فإن الجهات الأمنية ستعمل بكل قوة وحزم على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع وسلامته واستقراره.
إن الفقيد الشيخ إبراهيم الغصن -رحمه الله- له حضور اجتماعي كبير على المستوى المحلي والوطني، فهو رئيس اللجنة الوطنية للمحامين في المملكة العربية السعودية، كما أنه كان رئيساً لاتحاد المحامين في دول مجلس التعاون الخليجي، وشغل مؤخراً رئاسة المجلس البلدي في أمانة منطقة القصيم، وعضواً في لجنة أهالي مدينة بريدة، وله مشاركات وطنية واجتماعية عامة أخرى في إصلاح ذات البين، ورعاية أسر السجناء، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وجمعيات البر، وجهود أخرى تُذكر وتُشكر ومن أبرزها تصديه للدفاع عن المملكة العربية السعودية في عدد من القضايا وخاصة من يسيئون للمملكة في وسائل الإعلام وغيرها.
كانت الفاجعة كبيرة في مجتمعنا السعودي بوجه عام وفي المجتمع المحيط بالفقيد بوجه خاص سواء على المستوى الإقليمي أم على مستوى المحيطين والعاملين معه في المجال القانوني والخيري أو المجال العلمي، فهو أستاذ سابق بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود، ومن ثم جامعة القصيم، فلم يكن مجرد اسم فهو قامة سامقة في كل مجال يدلفه وكان مؤثراً فيمن حوله دافع لهم للبذل والعطاء متفاعل في خدمة دينه ووطنه ومجتمعه باذلاً جاهه ووقته في كل عمل يسهم في خدمة الدين والوطن.
لم يذهب معروفه سدى وقبل أن يسجى تحت التراب اجتمع مجموعة من المحامين في مدينة بريدة من زملائه برئاسة المحامي الشيخ رضوان بن عبدالكريم المشيقح وتعاهدوا على أن يقوموا بتبني واستكمال جميع المرافعات التي كانت لدى الشيخ إبراهيم الغصن وبدون مقابل في بادرة تؤكد أن الجميل لا يضيع، وأن المعروف لا يذهب سدى وهذه الخطوة والبادرة الحسنة ترجمة وتأكيد على اللحمة الوطنية التي تعيشها بلادنا -ولله الحمد والمنة- في التكاتف والترابط مع بعضهم البعض، وبريدة ورجالاتها مضرب مثل في خدمة الدين والوطن والوقوف مع ولاة الأمر في السراء والضراء منذ القدم.
وشواهد التاريخ تؤكد ذلك، ويعضد هذه المبادرة بادرة أخرى فقد أعلن الشيخ د. صالح الونينان عن عزمهم على تبني وقف باسم الشيخ إبراهيم الغصن، كما أن حضور أمير المنطقة للصلاة والمواساة وتلقي العزاء في الفقيد مع أهله يضاف إلى سجل الوفاء وصفحاته.
إن مجتمعنا السعودي بوجه عام يؤكد في كل حين، ومع كل موقف طيب معدنه ونبله وجميل أخلاقه، فهم أهل العطاء والوفاء ويحفظون ويقدرون لكل عامل حقه، والشواذ لا حكم لهم ممن لا يعرفون للوفاء سمة ومبدأ.
إن من عرف الفقيد عن قرب أم لم يعرفه كان يدعو له بالمغفرة والرحمة وشهدت مواقع التواصل تفاعلاً مع الحدث والثناء والدعاء للفقيد بالمغفرة والرحمة، وكل هذا تؤكده المواقف وردود الأفعال الجميلة من أبناء الوطن كافة، وليس في منطقة القصيم فقط.
وصدق الشاعر حين قال:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
رحم الله الفقيد إبراهيم الغصن رحمة واسعه و أسكنه فسيح جناته و أنزله منازل الشهداء وجعله من أهل الفردوس الأعلى من الجنة، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.