الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
تعد الجمعية السعودية للدراسات الدعوية واحدة من الجمعيات العلمية المنتشرة في جامعات المملكة، وتستهدف الجمعية في أنشطتها وبرامجها ومشروعاتها المؤسسات الدعوية والجهات الخيرية، والأفراد المتخصصين في مجال الدعوة.
والجمعية الدعوية التي تتخذ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مقراً لها يتكون مجلس إدارتها من تسعة أعضاء من ذوي الخبرة والاختصاص في مجال الدراسات الدعوية، ومن مختلف الجامعات السعودية. ولمزيد من إلقاء الضوء على مسيرة الجمعية، والعمل في الساحة الدعوية التقت «الجزيرة» مع رئيس الجمعية الدكتور أحمد بن علي الخليفي في حوار تناول فيه عدداً من المسائل والقضايا الدعوية.. وفيما يلي نص الحوار:
* بصراحة هل حققت الجمعية السعودية للدراسات الدعوية أهدافها وفق الخطط والبرامج المرسومة لها؛ وما أبرز المعوقات التي واجهتها؟
- الجمعية تسير -ولله الحمد- في سبيل ضبط المسار الدعوي وتعزيز المنهج السوي الذي سارت عليه المملكة العربية السعودية، ووفق منهج السلف الصالح.
يرى البعض أن الجمعيات العلمية في بلادنا أصبحت عبئاً ثقيلاً ولم تحقق الطموحات المرجوة منها.. ما أسباب ذلك؟
- الجمعيات العلمية متعددة ومختلفة ولكل جمعية أهدافها التخصصية، وأيضاً هي مختلفة في تفعيلها لأهدافها ما بين جمعيات رائدة في برامجها وأعمالها وما بين جمعيات ربما تحتاج للمزيد من الدعم المادي والمعنوي، وأظن أننا نحتاج إلى مراجعات لنظام الجمعيات العلمية وسبل تطويرها وبخاصة بما يتوافق مع الرغبة الأكيدة في برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية 2030 فالجمعيات من أهم الجهات التي ينبغي أن تقدم برامجها وفق معطيات تلك الرؤية لاهتمامها العلمي التخصصي، والجمعيات تعد رافداً مهماً للجانب التطويري في التخصصات المختلفة.
* إلى أين يتجه العمل الدعوي في المملكة، وهل هناك تخطيط واضح لمسيرة علمية دعوية؟
- العمل الدعوي في المملكة العربية السعودية رائع ورائد ومتنوع تقوم عليه الجهات الرسمية وتشرف على أعماله في الجهات الخيرية، ومن طبيعة البشر وجود القصور في الأعمال والرؤى ولذا نقول دائماً لمن أراد التميز والجودة والاتقان عليه بالتدريب المستمر للعاملين والموظفين سواء كان للبرامج العلمية التأصيلية أو الدورات للبرامج المهارية والفنية. من أجل أن نقدم العمل الدعوي بأحسن حال وبكل جمال وبأكثر تأثير وبما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد وبعيداً عن كل ما يسبب الإشكالات وينمي الاختلاف والنزاعات.
* هل ترى أن عقم الخطاب الدعوي من أسباب ضعف المسلمين في مواجهة تلك التحديات؟
- الخطاب الدعوي ينبغي أن يحقق المقاصد ويجلب المصالح ويدرأ المفاسد، والناس يختلفون في أديانهم ومذاهبهم وأفكارهم وميولهم ونفسياتهم ورؤاهم، ولذا ينبغي أن يوجه الخطاب الدعوي لكل واحد بما يناسبه، وأن نخاطب الناس بما يعقلون ويفهمون وما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة، والدين الإسلامي عظيم المعنى والمبنى، وأومره ونواهيه وتوجيهاته جاءت لمصالح الناس. وغايتها تحقيق العبودية لله جل شأنه.
* بعض الدعاة يرون هيبتهم وجديتهم من موانع ابتسامتهم.. فماذا تقول لهم؟
- للدعاة صفات وسمات فمنها ما يتعلق بذاته وعلاقته مع الله ومع نفسه وهناك صفات تتعلق في علاقته مع الآخرين، ومن أهم المؤثرات على الآخرين حسن التعامل والتلطف بالقول والابتسامة، وأما كون القلة يرون أن الابتسامة مع الآخرين يدل على قلة هيبتهم وجديتهم فهذا مؤشر على ضعف فهم لمعاني الإسلام العظيمة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه مسلم. والإمام البخاري رحمه الله بوب باباً فقال: باب التبسم والضحك. وذكر مجموعة من الأحاديث.
* نعيش في عالم متغير ومتسارع وهذا يتطلب من أن نعيش روح التطوير؟ وذلك بالبحث عن طرائق نحو تجديد الخطاب الإسلامي مع التركيز على الثوابت والأساسيات في ديننا الحنيف..كيف يمكن تحقيق ذلك؟
- نعم العالم متغير والأمور فيه متسارعة وهذا يتطلب أن يكون الدعاة والقائمون بالعمل الدعوي على مستوى عالٍ من الوعي والفهم والتطوير، ومواكبة المتغيرات مطلب ضروري، وأن يكون مستوى خطاب الدعاة يتناسب مع جمهورهم، ويختارون منه الأكثر أثراً والأوفر جهداً، فهناك الخطاب الذي يخاطب القلب ويحرك الوجدان والمشاعر، وهناك الخطاب الذي يخاطب العقل ويستثير المنطق ويحرك الموضوعية ويبعث على التأمل والإمعان، وهناك الخطاب الذي يخاطب الحس ويعتمد على المشاهدات والمحسوسات.
* ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
- من أهم البرامج لدى الجمعية السعودية للدراسات الدعوية برنامج سفراء الرحمة، وهو برنامج يعتمد على تأهيل الدعاة وبخاصة طلاب المنح الدراسية الذي يدرسون في الجامعات السعودية ليكونوا سفراء رحمة في تعاملهم مع مدعويهم وفي مجتمعاتهم وليحققوا رسالتهم العظيمة المتمثلة في قول الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ويحققوا التعايش الإيجابي مع مجتمعاتهم وبعيدين كل البعد عن الانحرافات والنزاعات أو إحداث الفرقة، فكان هذا البرنامج يعتمد على إقامة ما يقارب ثماني دورات تدريبية تعزز تلك المعاني الكبيرة والمقاصد الشرعية العظيمة.