إن منهجية قياس الأداء وضمان تحقيق الهدف بأقل كلفة (الكفاءة والفاعلية) هي مدرسة في القيادة والتأثير نتتلمذ فيها جميعًا وفق رؤية الوطن الطموحة 2030 ومؤشرات الأداء الإشرافي ليست ابتداعًا أو فكرًا مبتكرًا يخضع للمحاولة والخطأ بل إنها أعدت بمقاييس عالية ودقة متناهية من ذوي الاختصاص من أهل الفكر والمعرفة، وفق متطلبات العصر الحديث وهو ما يسمى في علم الإدارة (عصر قياس الأداء)، ولمنظومة قيادة الأداء الإشرافية والمدرسية سبق في تحقيق عدة معايير للجودة سمعنا عنها كثيرًا إلا أنها لم تترجم إلى واقع ممارس في الميدان التربوي إلا من خلال مؤشرات الأداء، ومنها اعتبار ولي أمر الطالب شريك أصيل وفعال في تقييم أداء المدرسة بمنهجية تقنية تضمن المصداقية لجميع الآباء والأمهات، بل وتضمن الحق لهم في التعرف على المستوى العام لأداء المدرسة وتصنيفها الرتبي والفئوي وهو فكر ومنهجية راقية تستند إليها جميع المنظمات الفعالة في العالم.
منظومة قيادة الأداء نظمت.. وحددت.. ووضعت مؤشرات لجودة العمل.. حتى يقاس الأداء بمصداقية لتشخيصه تشخيصًا دقيقًا لنتمكن من معرفة الخلل والفجوة التي بين الأداء الفعلي وبين ما يجب أن يكون عليه.. والمتأمل في منظومة قيادة الأداء بجميع إصدارتها يرى أنها تريد من كل من ينتسب للتعليم أن يكون مسؤولاً مسؤولية تامة تجاه أدائه تريد أن تقضي على فجوة الأداء بين الواقع وما يجب أن تكون عليه للوصول للتميز والجودة والإتقان.. وفي المقابل فإن عدم وجود مؤشرات قيادة الأداء في أي مؤسسة ما يترك آثارًا سلبية متعددة منها: الهدر للجهود المتضاعفة والإجهاد في العمل دون تحقيق نتائج واضحة، وتغييب للنجاح ومكافأة للفشل، بل والاستمرار فيه، لأنه لا يوجد قياس دقيق يتابعه ويحدد عوامله ليقضي عليها، فليس التقييم المنطقي للمنظومة هو الدافع الوحيد بل أمر طبيعي أن تتعدد الآراء وتتفاوت وهي ظاهرة صحية في العموم وخاصة تلك التي تبرر وجهة نظرها بحقائق علمية ومبادئ تربوية فهم مفيدون جدًا في عمليات التطوير ويمثلون جرس الإنذار الذي ينبئك عن الخطر قبل وقوعه، ولا شك أن هناك متضررين وإن كانوا قلة أقلقت المنظومة راحتهم فأصبحوا يصفونها بالشقاء، ومنهم من أزال عنه قناع الإنجاز الرقمي فالرقم يصف الحقيقة كما هي، لا يكذب ولا يتجمل، ومنهم من أفسدت عليه علاقاته الاجتماعية فأصبح في كفة واحدة وميزان واحد مع بقية أقرانه وهذه الفئة تنظر أنها زيادة في عبء العمل نحن نعيش في عصر الثورة التقنية والمعلوماتية والانفجار المعرفي، والعالم من حولنا في تسارع مستمر فيجب علينا أن نكون دائمًا في تطور مستمر لذواتنا ونسهم في تحقيق جميع الأهداف التي تسهم في رفعة هذا الوطن وتميزه ونعلم جليًا ما لأهمية التعليم في النهوض بالأوطان والرقي بمجتمعاتها، لذا منظومة قيادة الأداء ركزت على عوامل النجاح والرقي بالتعليم في عدة عوامل من أهمها:
التحصيل الدراسي، قيم الطلاب وسلوكه، التعلم المتمركز حول المتعلم، النمو المهني، رضا المستفيد، توجهات الوزارة وتحويلها إلى مؤشرات تشغيلية، الدعم وإجراءات التصحيح، توجيه الأداء المتوازن بين الكم والنوع، الابتكار والإبداع وأيضًا ركزت لتوجيه كل فئة للاستغراق فيما يتوجب عليها القيام به سواء معلم أو مشرف أو رئيس قسم أو مدير مكتب أو مدير إدارة، وذلك بالتشخيص الدقيق للواقع الفعلي وتحديد موضع الألم لتحويله إلى أمل يسهم في تحقيق الرفعة والرقي لوطننا الحبيب. إذن منظومة قيادة الأداء ما وضعت إلا من أجل مساندة كل من ينتسب للتعليم وكأنها تقول دعني أخدمك للرقي والتطور من خلال القياس الدقيق والعمل على تعزيز مواطن القوة وإجراء الإجراءات التصحيحية لمعالجة الفجوات لديك.
** **
- نوال الهلالي