حوار - فيصل عطا:
من خلال هذا الحوار اكتشفت العقلية الناضجة لرئيس نادي حراء بمكة المكرمة الأستاذ حامد مؤذن فلديه من الخطط والآراء الناضجة ما يوحي بأن حراء سيكون بشكل آخر متى توفرت الإمكانيات أو تمت الموافقة على المقترحات التي قدمها لهيئة الرياضة.. في هذا الحوار كشف مؤذن لماذا حراء في الثالثة وما هي قصته مع نور والشمراني والمؤشر وغيرهم فإلى الحوار:
* كم سنة وحامد مؤذن رئيس لحراء؟
- سبع سنوات تقريباً ولكني عملت كنائب للرئيس لسنوات وقبلها كإداري بالنادي منذ سن مبكرة.
* أبرز مطالب حراء للصعود؟
- الاهتمام بمطالبنا التي مر عليها حوالي 30 سنة وهي بناء منشأة النادي واستثمار الأرض التي تعد ثاني أكبر مساحة أرض لنادٍ سعودي بعد مساحة أرض نادي الأنصار، كما تعد أغلى أرض لمنشأة نادٍ سعودي وقُدِّرت قيمتها بـ 88 مليون ريال.
* منذ متى وأرض المنشأة الجديدة باسم نادي حراء؟
- من 35 سنة قي عهد الأمير فيصل بن فهد وتحديداً عام 1404هـ، منذ أن كانت منطقة «أم الكتاد» التي تقع بها الأرض منطقة نائية.
* لماذا لم يتم بناء النادي أو استثمار الأرض حتى الآن؟
- قابلت الأمير سلطان بن فهد أثناء رئاسته للرئاسة العامة لرعاية الشباب، أثناء زيارته لنادي الوحدة في عهد الرئيس حاتم عبد السلام، وطالبنا بإنشاء منشأة للنادي وعرض نصف الأرض للاستثمار وحصلنا على موافقة سموّه.
* هل عرضتموها للاستثمار؟
- نعم طرحناها أربع مرات للاستثمار ولكن في كل مرة كانت الرئاسة تطالبنا بإعادة طرحها لأسباب مختلفة.
* ماذا حصل بخصوص بناء المنشأة؟
- تم تسليم المقاول الموقع قبل سنتين، ولكن بعدها بأسبوع وردنا خطاب من وكالة الشؤون الفنية والاستثمار، بأن يتم إيقاف المشروع بحجة الظروف المالية للرئاسة.
* هل خاطبتم هيئة الرياضة الحالية؟
- نعم خاطبناهم فوراً بعد تعيين سعادة المستشار تركي آل الشيخ بيومين ولم يصلنا رد حتى الآن ولكننا متفائلون.
* هل يملك نادي حراء منشأة حالياً؟
- نادي حراء يدار من خلال مبنى سكني عبارة عن دورين عبارة عن معسكرات للاعبين ومقر للإدارة، وبدروم عبارة عن صالة للألعاب المختلفة التي تحقق أفضل النتائج على صعيد المملكة، والتي صدرنا من خلالها لاعبين لمنتخبات الجودو والكاراتيه والتايكوندو، ولكن في الحقيقة نحتاج لمقر حتى نستطيع خدمة أبناء مكة المكرمة بشكل أفضل ونحتويهم وننتج للوطن النتائج التي يتطلع إليها المسؤولون.
* رسالة توجهها للهيئة؟
- نادي حراء يقع في أطهر بقاع الأرض التي تُعد أكثر مناطق المملكة تصديراً للنجوم والمواهب، كما أن نادي حراء سبق له احتواء الكثير من النجوم والمواهب الذين طعّموا فئات المنتخب السنية بكافة الألعاب، وإدارة حراء بدورها تقدمت بأضخم ملف استثمار بتاريخ الرياضة السعودية ولم يُنظر له حتى الآن، وكلنا أمل في معالي تركي آل الشيخ بالاهتمام شخصياً لملف حراء الاستثماري لأنه سيوفر الكثير على الهيئة وسيُدخل للنادي ما لا يقل عن مئتي مليون ريال، وسعادته اتخذ قرارات تاريخية تصب في مصلحة رياضتنا ونحن متفائلون بالاهتمام بأحد أهم حقوق النادي التي ستسهم في خدمة رياضة وأبناء منطقة مكة المكرمة.
* ما الأضرار التي واجهتموها بسبب عدم وجود منشأة؟
- واجهنا عدة مشاكل من أهمها أن النادي يُنفق ويصرف على اللاعبين منذ نشأتهم إلى أن يصبحوا في المنتخبات، وفور وصولهم لدرجة الشباب يأتي السماسرة ويغادر اللاعبون النادي، وسبق لنا أن فقدنا عشرات اللاعبين الذين تدربوا لدينا لمدة لا تقل عن الثماني سنوات، ومن ثم يغادرون بلا عوائد مالية أو بمقابل مالي لا يوازي إمكانيات اللاعب، ولكننا نضطر لبيع بعض العقود لتغطية العجز المالي للنادي، كما أن البيئة المحيطة للاعب ترسّخ بذهنه أنه أكبر من حراء الذي لا توجد لديه منشأة، فيغادر بسن مبكرة بعد ما أنفقنا عليه ساعات عمل تدريبية وأموالاً طائلة بالنسبة لنا، وبكل بساطة أستطيع القول إن كرة القدم بنادي حراء تعاني من «المخرّبين».
* من أبرز اللاعبين الذين أنجبهم نادي حراء؟
- أولهم محمد نور حيث تمرّن لدينا بعد ما اكتشفته وأخذته من فريق حواري اسمه الأفراح إلى أن سجلته بالاتحاد، وأيضاً سلمان المؤشر الذي تدرّج لدينا إلى درجة الشباب ومن ثم اشترى عقده الهلال بـ 50 ألف ريال، إضافة لياسر الفهمي الذي غادر هو الآخر بسن مبكرة من درجة الشباب للأهلي، ويُعد أغلى لاعبي النادي، حيث تم شراء عقده بمليون ريال، وياسين برناوي وريان الموسى وغيرهم الكثير ممن ترعرعوا في فئات المنتخبات السنية، كما أننا صقلنا عدداً كبيراً من المواليد، وعملنا على هذا الملف من سنوات، على أمل صدور قرار حينها يتضمن منحهم جوازاً لنقوم بتسجيلهم بكشوفات النادي، ولعل أبرزهم نوح المعلم الذي احتويناه في سن العاشرة، بالإضافة لشقيقه معاذ يوسف الذي جلبناه هو الآخر بسن مبكرة، وبعد تدريبه لسنة في النادي لم يتم صدور قرار حينها فجلبته لأكاديمتي، وتم تطويره وتدريبه وبالأخير أتى صديقه محمد نور ونقله إلى قطر بعلاقاته دون علمي، وتم منحه الجنسية ومثّل منتخبهم ولعب في عدة أندية قطرية، وبالحقيقة إلى اليوم لا أستطيع تبرير تلك الحركة التي قام بها نور معي، كما يوجد لدينا حالياً مواهب بالبراعم والناشئين أفضل من السابق بكافة الألعاب وهم لاعبون بالمنتخبات، علاوة على أننا مختصون في تصدير اللاعبين المميزين بمختلف الألعاب والفئات للمنتخبات.
* فيما يخص نور سبق للاعب نفي كلامك بأنّ نادي حراء هو من أنجبه، فما هو تعليقك؟
- نور لم ينف ذلك بل هناك أحد الصحفيين الذين يدّعون الاهتمام بمصلحته ذكرني بسوء في إحدى وسائل الإعلام ولم أرد عليه، وهذا الصحفي نفسه كان يسيء لنور في اليوم الذي أحضرته فيه للاتحاد، والآن يدافع عنه ويدعي محبته وهو يدير حساباته وغرد بتلك التغريدات، ونور لا أعتقد أنه ينكر تلك الأفضال ولكن عتبي كبير عليه لأنه سمح لذلك الصحفي بطمس الحقائق عبر الصحف وعبر حساب محمد نور الشخصي بتويتر، لذلك تجد التناقض بين تصاريح نور التلفزيونية وحسابه بتويتر، ولكني أنا أول من اكتشف موهبة محمد نور في الحواري، وأخذته لنادي حراء وتمرّن معنا لمدة ستة أشهر ثم قمت بتسجيله في مركز للبراعم لمدة سنة كاملة، وبعدها وجهته للذهاب إلى الوحدة وأهملوه ثم لعبنا دورة في النادي الأهلي وسجل هدفين ولم يهتموا فيه، فبادرت بالاتصال على علاء رواس وأوصلني لعثمان مرزوق، فأخذت نور وأوصلته بنفسي إلى الاتحاد، بالرغم من أنه جلب بطاقته وكان يرغب بالتسجيل في حراء، ولكن رغبت باستئذان آدم أولاً بحكم أنه كان يلعب في الاتحاد وبحكم معرفتي الشخصية له، فرفضت ذلك تقديراً لآدم الذي أساء لي بعدها بسنوات ووصفني بالمتسلق على كتف نور، ناكراً الحقيقة التي تقول إن نور هو من تسلق على حراء للتدريب وتسهيل عملية تسجيله للاتحاد الذي قمت به شخصياً مع علاء ومحفوظ، وإن أراد إنكار ذلك فهذا شأنه، ولكن هذه الحقيقة ويوجد أكثر من شاهد على تلك الأحداث وهم أحياء يرزقون.
كما أني أعجبت بموهبة ناصر الشمراني وعرضت عليه التوقيع مع حراء فلم يعجبه ذلك فنصحته بالتسجيل للوحدة، لأني رأيت فيه الموهبة والعقلية المميزة والطموح من بداياته، وغيرهم الكثير من أبناء مكة وهؤلاء جميعهم أبنائي، أخيراً كلامي هذا لا يمحي مجهوداتهم فهم تعبوا على أنفسهم ووصلوا إلى ما وصلوا إليه، ولكني عاصرت بداياتهم ولا يمكن نفي ذلك.
* كيف ترى مدرسة نادي حراء وفئاتها السنية وما هو أفضل نادٍ مهتم بالفئات السنية؟
- مدرسة حراء تملك أفضل المواهب وتصدّرهم وهي من أفضل ثلاث مدارس في المملكة مع الهلال والأهلي، وبلا شك أن الهلال هو الأفضل وأشبه ما يكون نهجه بالكرة الألمانية في اهتمامها بالبراعم والعمل المؤسساتي المتقن، بجلب أفضل الكفاءات الإدارية والفنية واستقطابهم للاعبين بسن مبكرة نتجت عنها زعامة الهلال وثباته بالقمة، ومن يريد أن يمتلك أفضل المواهب عليه وضع عمل الهلال بفئاته السنية كنموذج، وكل ما ينقص حراء ليصبح مثل الهلال والأهلي ويحافظ على مكتسباته ومواهبه وينافس على البطولات، هو الالتفات لملف منشأته، مما سيساعدنا أيضاً في إبراز إنجازاتنا التي تعدت مستوى المملكة بالكثير من الألعاب، وأجزم حينها أننا سنكون من أهم الأندية وسيكون فريقنا موجودا بالممتاز وستُحل مشاكلنا بإذن الله.
* هل تتحملون وجود الفريق الأول بالدرجة الثالثة؟
- هي تراكمات وأخطاء يتحملها الجميع ونحن أخطأنا في التفاتنا لباقي الألعاب على حساب الفريق الأول، ولو وضعنا الأموال التي صرفناها بباقي الألعاب التي نتسيدها على المستوى العربي، لأصبح الفريق الأول بالممتاز من زمان، والسبب هو أن الإعلام والهيئة لا يلتفتون إلا للأندية التي تكون تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكن المنشأة ستزيد من ولاء اللاعبين للنادي واحترامهم له وستضع له مكانة في نفوسهم وستزيد مداخيلنا بشكل غير طبيعي مما سيجعلنا نعطي كل لعبة حقها، لأنّ نصف المليون السنوية من الهيئة لا تغطي إلا لعبة واحدة وفريق القدم فقط يحتاج مليوناً ونصف المليون على الأقل للصعود إلى الدرجة الأولى وعشمنا مُنصب على هذه المنشأة من سنوات.