«الجزيرة» - واس - المحليات:
احتفظت 470 مسجدًا تاريخيًّا في عموم محافظات منطقة عسير بطرازها المعماري القديم، منها 100 مسجد ما زالت تقام فيها الصلوات حتى الآن، بحسب الإحصاءات الرسمية لـ «البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية» الذي أُطلق بالشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وبرز من هذه المساجد مسجد «سدوان» في مركز بللسمر شمال منطقة عسير (80 كلم عن أبها)، الذي يشير تقرير للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أنه بُني على يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة وهو في طريقه إلى اليمن. وهو مبني من الحجر، وما زالت تقام به الصلوات الخمس.
ويعد البرنامج أحد أهم البرامج المعنية بالمحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي في المملكة؛ إذ يهدف إلى المحافظة على المساجد التاريخية، والعناية بها، وإعادة تأهيلها وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية.
وأوضح المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير الدكتور حجر العماري أنه ضمن الاتفاقية المبرمة بين هيئة السياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية للحفاظ على المساجد التاريخية بالمملكة، وإعادة إعمارها واستمرار إقامة الصلوات فيها، نظم فرع السياحة للتراث الوطني بمنطقة عسير مع فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة ورش عمل، تُظهر أهمية المساجد التاريخية، ووضع خطة عمل، واعتماد اللجان الفنية ولجان العلاقات العامة لتحقيق تلك الأهداف. وقد تم حصر نحو 470 مسجدًا تاريخيًّا في المنطقة. ومن أبرز المساجد التاريخية التي ما زالت تقام فيها الصلوات، وتم توثيقها ودراسة وضعها الحالي من قِبل اللجان الفنية الخاصة بالمشروع «مسجد ريدة» الذي يرجح الباحث علي آل قطب أنه بني في نحو عام 1238هـ/ 1823م، ويقع بقرية «ريدة» التاريخية أسفل عقبة «ريدة «بتهامة عسير، ويمكن الوصول له من خلال ممرات صغيرة في القرية من الجهة الشرقية، وعن طريق المركبة من الجهة الغربية. والمسجد عبارة عن مصلَّى بأبعاد (20*6 م)، وارتفاع سقفه 3.4 م، وبُني من الحجارة المصقولة، وبه 9 أعمدة من خشب العرعر، تحمل 9 سوارٍ خشبية، وسقف خشبي كامل. وللمسجد مدخلان من الجهتين الجنوبية والغربية، وله فناء واسع نسبيًّا. ويقع هذا الفناء غربي الجامع وجنوبه، ويحتوي على رواق، كان موضعًا لتعليم العلوم الشرعية.