ندري، الدَّياجيرُ تنأى منكمُ وبِكمْ
وحِزْتمُ درجاتٍ ليس نحسدُكمْ
ويشهدُ الكونُ أضواءً إذا ذُكِرتْ
أسماؤكم أو تمشَّى في عوالمِكمْ
فأنتمُ من بنيتمْ موطناً.. ولنا
على الثُّريَّا فأجلى يومُنا غدَكمْ
وأنتمُ الجائلون الفكرَ مبتهجاً
مدائنَ الأنْسِ ما ملَّتْ مدائنُكمْ
لولاكمُ لم نُفاخرْ بالحِجى ألقاً
ولا هزمْنا الدُّجى لولا تألُّقُكمْ
ولا استقامتْ لنا دنيا ولا ازدهرتْ
دروبُنا سهلةً لولا مزاهرُكمْ
أعمارُكمْ شاءتِ السّهَّارَ مُولَعةً
ودأبُكمْ لم يزلْ.. ندري ونجهلُكمْ
وليس ننكر أنَّ الجاحدين مدى
أرقامِكمْ أُتْخِموا زيفاً لنَقهرَكمْ
ندري علوَّكمُ لكنْ نجودُ على
مُمَسِّحي نعْلِنا كيما نحطِّمَكمْ
لا تحلموا أنَّنا يوماً سنسعدُكمْ
موتوا إذا شئتمُ سعداً لنبصرَكمْ
حباكمُ النُّورُ قدراً لا نُسَرُّ إذا
بينا جلستمْ، كفاكمْ في مجالسِكمْ
نرتاحُ أُنْساً إذا متُّمْ فتهْزمنا
جهودُكمْ ، كيف لم تصبحْ ثرى معكمْ؟
أما لِمن زرعوا أعمارَهم ثمَراً
من الضِّياءِ انقطاعٌ كي يبدِّدَكمْ؟
نما بنا الجهلُ حقداً لن يبارحَنا
كما نما الضُّوءُ فيكم لا يفارقكمْ
عيشوا الكفافَ كما شئتمْ نوى ولنا
أن نُهدِرَ الماءَ إسرافاً وليس لكمْ
ندري بحاجاتكمْ لن تظفروا أبداً
إنْ لمْ تذلُّوا فلن تحظوا بمطلبِكمْ
لا لنْ نوسِّعَ من خطواتكمْ فإذا
توَّسَّعتْ قدَرَاً نُنْسِي تقدُّمَكم
نَصْغي لدونٍ ولا نَصغي لكمْ فنرى
غثاءَهُ دُرَراً ، خابتْ جواهرُكمْ
كذا يصوغُ الهوى آرابَنا شطَطاً
يبني الغباءَ ويغتالُ النبوغَ بكمْ
لمْ نُحصِكمْ عدداً فاجتازَ بعْضُكمُ
سدودَنا ليتُه ما فاز مُفْرِحُكمْ
إذا ظفرتمْ بتكريمٍ يُزلْزلنا
حقداً فلا تحسبوا حبَّا نكرِّمكمْ
نسعى لنحْجُبَ بعضاً عن محافلِنا
جَفْواً فلم يسلُ منَّا من يقدِّرُكمْ
مادام نهجُكمُ ضدَّاً لما همَسَتْ
به الشياطينُ بُعداً أن نصاحبَكمْ
نُهاجِمُ الكارهين العمرَ وحْدتَنا
لكنْ بخطّتِهمْ صرْنا نُجرِّبُكمْ ![2]
موتوا لنبصرَكمْ لكنَّ موتَكمُ
لم يشفِ غلاًّ فعودوا كي نكدِّرَكمْ
وقيل: يا شاعراً بالحبِّ مفتخراً
دعِ التّفاخرَ هذا الحبُّ ضيَّعكمْ
أما علمتَ بأنَّ النَّاكثين غدوا
أهلَ الوفاءِ وأنتمْ جارَ منصِفُكمْ؟
... ... ...
الهامش
1- عنوان القصيدة عبارة- من تغريدة عميقة الفكر والدلالة للدكتور إبراهيم عبد الرحمن التركي العَمر- هي [ موتوا كي نبصركم] أعجبتني فصارت دافع قصيدتي هذه وعنوانها
2- أقصد بالكارهين العمر وحدتنا[الماسونيين] نرجو أن يردد سهامهم المسمومة في نحورهم وأن يبدد كلَّ جهودهم الخبيثة
** **
- شعر/منصور بن محمد دماس مذكور
1438/11/21هـ
dammasmm@gmail.com