تذكَّر أنك لم تُخلَق في هذه الحياة لتكون بطلًا في مسرحية وجَعٍ، أو قِصَّة أسىً، أو رواية ألمٍ، فلا ترضَ بواقعٍ تستطيع تغييرَه! فما مِن عظيم إلا وراجَعَ نفسَه، وأعاد ترتيبَ أوراقِه، وهذَّبَ أفكارَه، وتأمَّلَ في معتقداتِه..
وإنْ كنتَ أخذتَ زمنًا طويلًا، وبدأتَ قديمًا في رحلة الحياةِ؛ فلايزال هناك بريقٌ يسطعُ، ونجمٌ يلمعُ، وأملٌ يهتِفُ! والخوفُ في هذه الحياةِ لا يكمُن في كون حياتِك ستنتهي، ولكنَّ الخوفَ الكبيرَ أنْ لا تبدأ مُطلَقًا في حياتِكَ، وأنْ تظلَّ قابعًا في تلك الدهاليزِ المظلِمة، والزوايا الكئيبةِ!
مِن المؤلم أنْ تنقضي حياتك ولاتزال (السمفونية) العذبةُ حبيسةً في روحِك, ولا تزال تلك (الرواية) الخالدة راقدةً في عقلِكَ, ولايزال ذلك (المُنجِز) أسيرًا في داخلِك! تذكَّر يا صديقي: «فقط الموتى هم الذين لا يتغيَّرون»!
فتِّش في صندوق مواهبِكَ عن موهبةٍ تتفردُ بها، ويمكنك أنْ تصبحَ بها شخصًا عظيمًا, لن يضمنَ لك أحدٌ أنْ تكونَ بطلًا أولمبيًّا إنْ لم تبدأ مُبكِّرًا وفي عُمْرٍ صغيرٍ، ولكنَّ الفرصةَ متاحةٌ لأنْ تكونَ زوجًا جيدًا، وموظفًا مبدِعًا، وصديقًا رائعًا.