عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) لم يتخيل أي متابع رياضي أن يصل حال ديربي العاصمة والقمة السعودية التي احتفظت بقيمتها وصداها واشتياق وانتظار العالم العربي لها عقوداً من الزمن إلى هذا المستوى المتدني فنياً، وغياب الإثارة التي كانت إلى وقت قريب السمة الأميز لأي لقاء يجمع قطبي العاصمة، إلا إن ما حدث كان العكس تماما فقد ساد اللقاء الهوان والبرود، لقد أكدت مباراة الخميس الماضي التي جرت على استاد فيصل بن فهد في الملز بين فريق النصر والهلال والتي مع الأسف أكدت ان الديربي قد مات بدون رجعة ولم يعد هناك قمة بين قطبي العاصمة الذي امتد إلى عقود من الزمن.
لقد أكدت مباراة الجوله الثامنة بين الغريمين أن الفوارق الفنية والفكرية والإدارية أصبحت شاسعة بين الفريقين ومنذ زمن ليس بالقصير ولكن الأسبوع الماضي تأكد أن التنافس بين المعسكرين قد انتهى وانهار ولم تعد المقارنة أو المقارعة موجودة في جميع الجوانب ولم يبق للفريق الأصفر سوى رصيده من التاريخ الجميل والجماهير العاشقة التي بالتأكيد ستتقلص مع هذا النادي الذي تديره إدارة فقدت قيمتها الإدارية والمالية والفكرية، فالإدارة فن وعمل وبعد نظر وليس وجاهة وتحديا وتسويفا ومحاولة التذاكي والاعتقاد أنك أفهم وأذكى من الجميع. لقد قضت إدارة النصر الحالية على كل ماهو جميل حتى أصبح الفريق المهاب والمرصع بالإنجازات مريضا إلى درجة العطف والرحمة، ففي الموسم الماضي ضرب رقما قياسيا في تلقي مرماه نتائج مرعبة أربعة من الباطن وخمسة من الهلال وهذا الموسم فقط ثلاثة انتصارات وخسارة وأربعة تعادلات من ثماني جولات والقادم بالتأكيد أسوأ.
ما يدعو للغرابة التعاقد مع لاعبين محترفين أجانب لا يضيفون ولا يقدمون ولو عشرة في المئة مما يقدمه أصغر لاعب من شباب النادي خاصة اللاعبين المغاربة وكبير السن حسام غالي وكأن الفريق ضمان اجتماعي للاعبين العجزة هذا هو نصر العاصمة اليوم وبالعودة لتمرين الهلال الترفيهي مساء الخميس الماضي كان مرعبا ومضحكا في نفس الوقت حتى إن الهلال ولاعبيه اكتفوا فقط بالاستحواذ والتمرين على التمرير وتلاشي الإصابات فاستحواذ تسعين دقيقة بمعدل ثمانين بالمئة لاتحدث حتى في مناورة داخل أسوار أي ناد وفي الأخير تذكروا ماسبق أن ذكرته أن الفريق الأصفر سيكون محطة تزود بالنقاط لبقية الفرق فقد تم قراءة الأحداث قبل وقوعها ففاقد الشيء لا يعطيه والله يستر مما سيحدث مستقبلاً سواء من نتائج مرعبة داخليا أو قرارات خارجية صادمة.
نقاط للتأمل:
- واضح جدا أن التنافس سيستمر لعقود وليس لسنوات منحصرا بين فريقي الهلال والأهلي والصراع على كافة البطولات فجميع الفرق الكبيرة تشهد انهيارا فنيا وماديا وإداريا خاصة النصر والاتحاد والشباب ويبقى الأمل في الفرق والأندية الأخرى فمثل ما فعلها الفتح قد يفعلها على غفلة نادٍ من بقية الأندية كالاتفاق أو القادسية أو الفيصلي أو التعاون، أما البقية فالبحث عن مناطق آمنة فقط.
- لا أعرف ماهو المغزى أو القصد من عشق الإدارة الصفراء للاعبين كبار السن فبعد أن استبشر الجميع برحيل (عبدالغني) والتوقع بإعطاء الفرصة لأحد شباب النادي نتفاجأ بلاعب معطوب لا يجيد أي دور في هذا المركز والأمرّ من ذلك التعاقد مع المسن حسام غالي الذي لو مر من عنده الحكم طاح فأي طموح تنتظره الجماهير من فريق يعج بالرجيع من اللاعبين وكبار السن وأجانب معطوبين فنيا.
- كم كنت أتمنى أن يكون هناك إبعاد من قبل مراقب تمرين الهلال مع فريق النصر مساء الخميس الماضي للاعب إبراهيم غالب بسبب مظهره وقصة الشعر بهذا المنظر المقزز الذي لا يعكس واقع الشباب السعودي المفتخر بمظهره وشكله وسبق أن انتقدت لاعب الاتحاد فهد المولد بداية الموسم ليطل علينا غالب بنفس المظهر والشكل وهنا يجب أن يكون لهيئة الرياضة واتحاد اللعبة دور في إيقاف تجاوزات دخيلة على مجتمعنا المحافظ.
- عودة نادي الرائد بقوة كان ضحيتها نادي الباطن المميز وبعودة رائد التحدي تعد إضافة ومزيدا من الإثارة للدوري، وأعتقد أن تولي زمام الأمور من قبل الأستاذ فهد المطوع غيرت الكثير من الأمور، وقد يكون للخبرة الإدارية والقدرة المالية دور في ذلك وبعودة الرائد يرفع رقم التحدي مع سكري القصيم وهذا ما يتطلع إليه الشارع الرياضي على مستوى المنطقة أو المجتمع الرياضي بصفة عامة.
خاتمة:
أحببتك يانصر وأنا على يقين أنك ستكون يوما ذكرى مؤلمة.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.