رحم الله روحاً احتضنتها التربة.. رحم الله جسداً أو لتم وسط الكفن.. رحم الله امرأة خلقت على الأرض ثم رحلت لم يشتك منها بشر.. لله ما أعطى ولله ما أخذ والحمد لله في ضيق وفرج.. غبتِ عن العين وما زال القلب يحن على رؤيتك.. صعب التعبير.. ضاعت الكلمات.. وجف قلمي.. وقفت خلف عتبات الألم صامتة مكسورة ليس بوسعي أن أفعل شيئاً سواء أن أدعو لك بأن يبدلك داراً خيراً من دارك.. ويثبت لسانك عند سؤالك ويجعلك من نزل الفردوس الأعلى.. لو كان لي أن أكون لك لكنت لك عافية.. لكنت لك جرعات من السعادة والشفاء.. لأعطيتك من عمير عمر وبقيتي في أحضان أحبابك طول العمر لا تشتكي هماً ولا ألماً.. كم هو صعب علينا فراقك.. انقطع حبل الوصل بيننا وبينك.. غابت تلك الابتسامات الفاتنة.. وتوقفت نبضات قلب مليء بالحب والرحمة يكسوه الطيبة والنقاء.. رحلتي من أمام عيني وما زال حضورك في قلبي.. طيفك يعانق ذاكرتي.. يدك ممدودة دوماً بالعطاء بيضاء في تقديم الخير.
وقدميك ساعية في الوصل.. وصل المريض.. وصل المحتاج.. وصل القريب والبعيد.. وصلك كرم وعطاؤك لا ينتظر رد ما أعطيتي ولا تنتظرين الشكر وعينيك الجميلتان لا ترى شيئاً سوى الجمال.. ولسانك لا ينطق إلا أحن الكلمات واللطف والعبارات.
كنت وما زلت ذكرى جميلة ممتزجة بالألم. ذات أثر طيب لا يكرره الزمن.. رحلتِ بصمت.. رحلتِ من بين يدينا ولم يبق سواء الأثر.. رحلتِ عن أعيننا ولم يبق بعد رحيلك سوى ذكراك والخيال.. رحلتِ وما زال حبل الوصل ممدودة بيني وبينك بالدعاء.
سأدعو الله بالسر والعلن.. أن يغفر لكِ - ويرحمكِ - ويجعل الجنة مثواك - ويجعلك ممن يشربون من يد حبيبنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
** **
- علياء الشهراني