سمر المقرن
من اللافت للنظر، انتشار مشاهد لمشاهير سناب شات وهم يصورون ويتحدثون لمتابعيهم أثناء قيادة السيارة، وهذا سلوك سيء جداً، ومخالف للأنظمة والقوانين إذا ما نظرنا إلى الأعداد الهائلة للحوادث التي تضاعفت في السنوات الأخيرة بسبب استخدام الجوال أثناء القيادة، وهذا بحد ذاته يُصنّف كجريمة لأنه لا يضر نفسه فقط، بل يضر الآخرين، فهو قد يُنهي حياة أناس لا ذنب لهم، ومن يقوم بالتصوير أثناء القيادة هو يُكرّس هذا السلوك السلبي لدى متابعيه باعتباره قدوة!
هؤلاء الأشخاص بحسب ما تابعت، يقومون للأسف بالتنظير على المجتمع ويأتون بقائمة طويلة من المواضيع، بل إن -بعضهم- أصبح من القنوات الإعلامية التي تعتمد عليها بعض المؤسسات والوزارات، وصار هناك من المسؤولين من يستخدم هؤلاء لنشر رسالة أو تصريح أو حتى تغطية إعلامية لحدث ما، أنا شخصياً لا أرفض استخدام المؤسسات لوسائل التواصل الحديثة لكن ينبغي أن يخضع الشخص لمواصفات دقيقة أهمها أن يكون قدوة حسنة للناس، وألا يظهر وهو يقوم بالتنظير والانتقاد للسلوكيات المجتمعية وهو بحاجة إلى من يوجه سلوكه السلبي، وأن يُعلّم نفسه احترام القوانين قبل أن يعلّم غيره!
ولعل هنا جهاز المرور يستيقظ من سباته العميق، ويقوم بعمل حملة قوية لإيقاف من يستخدم الجوال أثناء القيادة، ولو بدأ المرور بمشاهير سناب شات ستصل رسالته بشكل سريع، لأنه من السهولة إحضارهم ومخالفتهم على هذا الفعل، ولا أظن الفكرة صعبة، بل هي سهلة التنفيذ لو قام جهاز المرور بتفعيل دوره بما أنه غائب عن الشارع فقد يوجد في التواصل الاجتماعي وبالذات على سناب شات، سيجد هنا كثيراً من المخالفات غير التصوير أثناء القيادة، بل حتى عدم الالتزام بربط حزام الأمان وكذلك السرعة الزائدة، تنفيذ هذه الفكرة ليس بالأمر العسير كل ما في الأمر هو توظيف خمسة موظفين لمتابعة حسابات سناب شات، وكذلك تدشين وسم في تويتر يكون مخصصًا للناس للإبلاغ عن هذه المخالفات، ومن الممكن تفعيل هذا عبر تطبيق (كلنا أمن) وسنجد خلال أيام قد تم القضاء على هذه الظاهرة المرورية السلبية، وفي الوقت نفسه قد حصلنا على هدف توعية الناس بطريقة سهلة جداً وغير مكلفة!