غسان محمد علوان
يلتقي منتخبنا السعودي لكرة القدم شقيقه الإماراتي على استاد هزاع بن زايد بالعين في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018. هذا اللقاء التاريخي في مسيرة الأخضر ونجومه يذكِّرنا بتلك المباريات الراسخة في عقولنا، التي كفلت للأخضر تلكم المشاركات الأربع في أكبر محفل رياضي في العالم. مباريات (نكون أو لا نكون) هي وحدها التي تصنع التاريخ، ولا شيء سوى الارتقاء لمستوى الحدث معنويًّا وفنيًّا ورغبة يكتب التاريخ.
يدخل منتخبنا هذا اللقاء وهو يحتاج للتأهل الرسمي (4 نقاط من أصل 6). هذا ما يقوله حساب الأرقام. أما حساب الاحتمالات فيقول إن انتصار الليلة يضمن التأهل رسميًّا في حال فوز المنتخب الياباني على المنتخب الأسترالي على الأراضي اليابانية؛ ولهذا فالفوز ولا غيره يجب أن يكون هاجسًا للأخضر.
هذا اللقاء بكل تأكيد لن يكون سهلاً؛ فالمنتخب الإماراتي لا يزال يملك بصيصًا من أمل، ورغبته في رد تلك الثلاثية التي تلقاها في لقاء الجوهرة ستكون حاضرة وبقوة حتى وإن لم تكن تعني تأهلاً لكأس العالم. فبالرغم من غياب عمر عبدالرحمن (عموري) المؤثر فنيًّا بشكل كبير فإن رغبة لاعبي الأبيض الإماراتي في إثبات أن منتخبهم ليس مجرد (عموري) ستعطيهم حافزًا إضافيًّا للقتالية والعطاء.
منتخبنا السعودي سيفتقد ظهيره الأيمن الأبرز (محمد البريك) بسبب الإصابة. وهذا الغياب المفاجئ نتمنى أن يكون تعويضه من قِبل (مارفيك) ناجحًا كما عودنا في التصفيات. الشيء الوحيد الذي أثار علامات الاستغراب هو عدم ضم المهاجم الاتفاقي المتألق هزاع الهزاع في ظل الشح العناصري في مركز رأس الحربة لدى منتخبنا. فالسهلاوي لا يزال غير قادر على الإقناع، وناصر الشمراني لم يشارك سوى عشرين دقيقة مع ناديه الجديد القديم الشباب دون أن ينضم للمعسكر الإعدادي في الصيف مع الهلال قبل انتقاله المتأخر، وعدم ضم نايف هزازي لعدم توقيعه مع أي نادٍ في الجولتين الأولى والثانية من الدوري.. فوجود هزاع حتى لو كان على مقاعد البدلاء سيكون عامل اطمئنان وورقة رابحة في حال تعسُّر الأمور لا قدر الله. ولكن هذه هي طريقة مارفيك حتى وإن عارضنا بعض نقاطها، فتظل ناجحة استنادًا للنتائج التي تحققت حتى الآن في مسيرة الأخضر في هذه التصفيات.
دعواتنا للأخضر ونجومه بالتوفيق؛ فالليلة هي ليلتهم بنفس قدر كونها ليلة للوطن. فهل سيكتبون لأنفسهم تاريخًا جديدًا كما فعل من سبقهم أربع مرات؟ هذا ما نراهن عليه بعد توفيق الله.