غسان محمد علوان
توالت البيانات الصادرة من نادي الشباب مطالبة بالتحقيق فيما تراه حقًّا مشروعًا لها في قضية انتقال الحارس الدولي محمد العويس للنادي الأهلي، ولا يزال اتحاد كرة القدم صامتًا دون أن يحاول فعليًّا إغلاق هذه القضية على أمل أن يتراجع الشباب عن مطالبه بمحض إرادته. هذا التعامل الغريب من اتحاد الكرة يضع أكثر من علامة استفهام حول تعاطيه مع القضايا التي قد تظهر على السطح مستقبلاً. فلا يهم نوعية القضية وأطرافها، ولا يهم أيضًا من الرابح فيها أو الخاسر، ولكن المهم أن يتم التعامل مع أي قضية بشكل قانوني واضح وصريح، يعطي كل ذي حق حقه. أما التجاهل في أخذ أي خطوات رسمية تجاه تلك المزاعم، وانتظار زلات تعبيرية في أحد البيانات، والمسارعة بالتشكي للجنة الانضباط، فهي دلالة واضحة على ضعف هذا الاتحاد أولاً، وعلى عدم احترام ذلك النادي الذي أصدر البيانات. القضية ليست بتلك الهينة، وليست ادعاءات بسيطة يمكن تجاهلها بمجرد عدم الرد عليها. نحن نتحدث عن عبارات مثل (فساد، شبهة غسل أموال، تلاعب.. وغيرها). فإن لم يكن هنالك تعامل جديّ مع تلك المزاعم فإنها -بلا شك- تعتبر مباركة لخلق أجواء من الاتهامات والتراشق، ودعوة غير مباشرة للتلاعب من وراء ستار، فليست هنالك عقوبات أو حتى مساءلة لمن سيقوم بذلك مستقبلاً.
من وجهة نظري، إن حل المشكلة لا يتعدى أمرين، وهذا ما يطالب به نادي الشباب فقط لا غير. فإما أن يتم النظر في القضية ضمن قوانين وتشريعات كرة القدم، ومن ثم يتم الحكم فيها لصالح الشباب أو إثبات عدم صحة ادعاءاته.. أو يتم رفع تلك المطالبات للجهات المعنية (خارج صلاحيات اتحاد الكرة)، ثم تأتي النتائج لإنصاف الشباب أو رد كل مطالبه لعدم شرعيتها. لا يوجد أكثر من ذلك ليتم عمله.
نعيد ونكرر أن المزاعم تلك يجب أن لا تمر مرور الكرام؛ لكي لا تلفت تلك العبارات الخطيرة نظر الفيفا الذي من المؤكد أنه لن يتجاهلها مثلما يقوم به اتحادنا العزيز.
على اتحاد الكرة التعامل بجدية مع القضية، واحترام أحد أكبر الكيانات الرياضية في وطننا الحبيب؛ فليس من الاحترام إطلاقًا أن يتم تجاهل نادٍ بحجم وقيمة الشباب، لمجرد أنه لا يملك تلك الآلة الإعلامية القوية التي من شأنها أن تهاجم بكل ضراوة اتحاد كرة القدم ليل نهار؛ لتحصل على حق لها. وهذا الحق الذي نتحدث عنه ليس في اعتبارهم فائزين بالقضية، بل الحق وكل الحق في النظر في مطالباتهم بجدية، وإغلاق الملف بغض النظر عن نتيجته. فشيخ الأندية بتاريخه وجماهيره وإسهاماته ورجاله، وعلى رأسهم الأمير خالد بن سلطان، يستحقون احترامًا وتقديرًا أكبر بكثير مما نراه الآن من اتحاد الكرة الموقر. فهل سيتم إنهاء المسألة، أم ستثبت مزاعم الشباب باتهام اتحاد الكرة أنه شريك في القضية؟ لنرَ.