غسان محمد علوان
انقضى المعسكر الخارجي لفريق الهلال الذي أُقيم في النمسا تاركاً أكثر من علامة استفهام لدى جماهير الهلال ومحبيه. ذلك المعسكر الإعدادي لموسم جديد وقوي، لم تكن له أصداء مبشِّرة أو صورة ذهنية عن ما قد يكون عليه شكل الفريق في قادم الأيام. فقرار عدم المشاركة في البطولة العربية بالفريق الأول، أوحى للجميع أن هناك مخططاً أكثر قوة، واستعداداً مختلفاً وتجارب ودية أكثر قوة وندية مما تملكه الأندية العربية المشاركة في البطولة. ولذلك بارك الجميع هذا التوجه، وانتظر الأفضل. قبل ذلك، سرت أقاويل بأن الهلال قد يشارك في إحدى البطولات الودية القوية، التي تجمع أفضل الفرق الأوروبية، فتم نفي تلك الشائعات سريعاً، وتقبل الجميع ما حصل لصعوبة المشاركة فيها. ثم فوجئ الجميع بعد ذلك بأن جدول اللقاءات الودية لم يشتمل سوى على ثلاثة لقاءات مع فرق مغمورة، تم إلغاء أحدها بسبب سوء الأحوال الجوية، وتم لعب اللقاءين الآخرين. وفي ذانك اللقاءين لم يستطع الهلال الفوز في أي منهما، فتعادل في الأول وخسر الثاني. جميعنا نعلم ونقر أن الهدف ليس الفوز في اللقاءات الودية، وأن النتائج الحقيقية يجب أن تظهر في اللقاءات الرسمية التي لم يتبق عليها سوى أيام قليلة. ولكن تلك المباريات تظل مؤشراً على اكتمال جاهزية الفريق من عدمها. الأمر الغريب الآخر، أن الأرجنتيني رامون دياز لم يعتمد على أي عنصر جديد تم التعاقد معه في هذا الصيف في التشكيل الأساسي للقاءين الوديين الوحيدين، ليبرز السؤال الحتمي: هل كل تلك الأسماء لم تقنع دياز ليعود لتشكيلة الموسم الماضي دون تغيير في الخارطة الأساسية؟
ليس من المنطقي أن يتم الزج بالأسماء الجديدة في اللقاءات الرسمية فجأة، وليس من المنطق أيضاً أن تُبرم كل تلك الصفقات لتقوية الدكة الاحتياطية فقط. فكل المتابعين والمشجعين كانوا يرون في بعض الصفقات سداً لخلل أو تقوية لمركز لم يؤدِ دوره بالشكل المناسب في الموسم الماضي. وأبرز تلك المراكز كانت حراسة المرمى وقلب الدفاع الأيسر، والتي تم سدهما بالتعاقد مع الحارس العماني الكبير علي الحبسي والمدافع القوي علي البليهي، ليتفاجأ الجميع بوضعهما في قائمة الرديف في اللقاءين. ومما زاد الطين بلة، تلك الأخبار التي بدأت بالتواتر عن احتمالية عدم ضم علي الحبسي للقائمة الآسيوية بسبب المفاضلة بينه وبين المحترف الجديد الغامض ماتياس بريتوس. تلك الخطوة إن تمت، ستفتح باباً من الاعتراضات والغضب من المدرج الهلالي الذي يرى (كحال كل الخبراء والمتابعين) أن التعاقد معه يعتبر نقلة نوعية لمستوى الفريق، مستذكرين الفترة الذهبية للحراسة الهلالية مع الأسطورة محمد الدعيع.
جميعنا نقر أن القرار الأول والأخير سيكون للمدرب وجهازه المساعد، وفي ذات الوقت نقر أن الاستعداد القوي يعني مسيرة قوية منذ البداية لموسم أزرق ستكون في ثالث مبارياته مباراة دور الثمانية في دروي أبطال آسيا ضد العين الإماراتي وعلى أرضه. فهل ارتقت تلك الاستعدادات لمستوى المنافسات القادمة، أم أن المعسكر الذي رأينا فيه لاعبي الهلال يلعبون مباريات كرة طائرة أكثر من مباريات كرة قدم قد غلب عليه الترفيه وعدم الجدية؟
ختاماً، سيظل هذا المعسكر الإعدادي واحداً من أضعف معسكرات الإعداد للفريق الهلالي منذ سنوات طوال. رغم أن التشكيلة الهلالية الحالية تعتبر واحدة من أقوى التشكيلات لفترة ليست بالقصيرة أيضاً. فهل هذا ما يراهن عليه دياز؟ الإجابة ستأتي في وقت أقصر مما يتخيل للجميع. لننتظر ونرى.