فرساي - دمشق - أ ف ب:
مباشرة وأمام الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد حذر الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون أمس الاثنين من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا من أي طرف كان ستعتبره فرنسا تجاوزاً (لخط أحمر) (يستدعي رداً). وقال ماكرون في المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فرساي قرب باريس (هناك خط أحمر واضح جداً بالنسبة إلينا: أن استخدام السلاح الكيميائي من أي طرف كان سيكون موضع رد فوري من قبل الفرنسيين).
وبمعزل عن العلاقات الثنائية وبالأخص استراتيجية تعزيز الشراكة الفرنسية - الروسية ذكر ماكرون بالأولويات الفرنسية في سوريا في إشارة إلى الامتداد الفرنسي وقال لبوتين: (بالنسبة إلى سوريا ذكرت بأولوياتنا وأعتقد بأننا سنكون قادرين على العمل معاً في هذا الإطار، مؤكداً أهمية ما تقوم به فرنسا فيما يخص مكافحة الإرهاب واستئصال المجموعات الإرهابية وخاصة داعش. وشدد ماكرون (أنه المبدأ الذي نسترشد به لتحديد تحركنا في سوريا)، معلنا الاتفاق مع بوتين على إنشاء (مجموعة عمل) فرنسية روسية لمكافحة الإرهاب.
كما أكد الرئيس الفرنسي على الدور الفرنسي في المسار السياسي في سوريا، مشدداً في هذا الصدد على (الانتقال الديموقراطي) في سوريا واستدرك بالقول (ولكن مع الحفاظ على الدولة السورية). وقال ماكرون في هذا الصدد إن (الدول الفاشلة في المنطقة تشكل تهديدا لديموقراطياتنا.. وقد رأينا في كل مرة أنها تؤدي إلى تقدم الجماعات الإرهابية).. وقال إنه لا بد من النقاش مع مجمل الأطراف.. ومن بينهم ممثلون عن بشار الأسد.
واستبعد ماكرون إعادة افتتاح السفارة الفرنسية في دمشق وقال إن ذلك (ليس أولوية)، مشدداً على أن الهم الفرنسي الأساسي هو الاتفاق على خريطة طريق دبلوماسية وسياسية واضحة تتيح بناء السلام وإقرار الاستقرار في هذه المنطقة، في نفس الوقت الذي نقوم فيه باستئصال الإرهابيين.
ميدانياً وفي إطار تنفيذ المرحلة الأخيرة من اتفاق إجلاء يمهد لسيطرة القوات الحكومية بالكامل على حي برزة الدمشقي خرج أمس الاثنين أكثر من ألف شخص نصفهم من مقاتلي المعارضة من الحي وفق ما أفاد محافظ دمشق. وأعلن محافظ دمشق بشر الصبان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية سانا (انتهاء المرحلة الأخيرة من اتفاق التسوية في حي برزة بخروج 1012 شخصا بينهم 455 مسلحاً). ويضاف هذا العدد إلى نحو خمسة آلاف شخص خرجوا من الحي منذ الثامن من الشهر الحالي بينهم أكثر من 2300 مقاتل. ومن شأن انتهاء عملية الإجلاء أمس أن تمهد لعودة جميع مؤسسات الدولة إلى حي برزة وفق محافظ دمشق.