أحمد المغلوث
يتعرض البعض منا في مجتمعنا وغيره من المجتمعات إلى ظروف صعبة خلال مسيرة حياتهم، فشل في عمل.. خسارة في تجارة، ثقة متناهية في شركاء أو عاملين.. أو حتى الخضوع لنصب واحتيال من أشخاص يجيدون اللعب بالثلاث ورقات كما يقولون.. وبالتالي يستغلون من يشعرون بأنهم يتمتعون بطيبة مفرطة حد السذاجة وبعدها يوقعونهم في حبائلهم وعمليات نصبهم.. والنهاية مصيرهم السجن. وتتعدد الحالات التي يدخل فيها البعض من المواطنين وحتى المقيمين إلى السجون والإصلاحيات. ويصاب البعض بعد ذلك أحيانا بلون من الاضطراب النفسي يسبب لهم المعاناة والاستغراق في الحزن خصوصاً من لديه أسرة، فيعيشون أيَّاماً حزينة خلف القضبان، وتتنوع المشاعر والأحاسيس بحجم قضاياهم المالية وما ترتب عليهم بعد ذلك من ديون قد تكون بسيطة أو كبيرة، بعضهم لم يكن له فيها دور إلا حسن النية والطيبة والثقة الزائدة مع من تعامل معهم؟!
منذ عقود وقيادتنا الحكيمة تتكرم سنوياً وقبل أن يأتي شهر الخير والبركة بإنفاذ أوامر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالعفو عن عدد من سجناء الحق العام، في مختلف المناطق والمحافظات وحتى المدن، في بادرة إِنسانية تتكرر كل عام وتبعث الفرحة كل الفرحة لآلاف من أهالي وأسر وأبناء المعفو عنهم.. لذلك تواصل اللجان المختصة بدراسة ملفات السجناء مبكرا وقبل أسابيع من قدوم الشهر الكريم لتحقق هذه اللجان آمال هؤلاء السجناء وأسرهم الذين ينتظرون تحقيق حلمهم، وهم لا يخفون ثقة نفوسهم في الله ثم في قيادتنا الحكيمة والتي شمل خيرها الجميع في الداخل والخارج.
ولنتصور حجم فرحة أسرة السجين وأبنائه وهم ينتظرون مشاهدة ولي أمرهم أو أحد أبنائهم أو واحد من إخوتهم مع إطلالة الشهر المبارك. وكم هو جميل عندما تستثني هذه اللجان وتقدر في ذات الوقت حالات النزلاء من كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة من سكر وضغط، وتساعد في خروجهم خصوصا من قضى أكثر من عام خلف القضبان، فيكفيه ما عاناه وما شعر به من أسف وأحزان.
لقد شعرت بسعادة كبرى وأنا أتابع بادرة جمعية البر بالأحساء والتي يقف خلفها بكل اهتمام وحرص سمو الأمير بدر محافظ الأحساء ورئيس مجلس الجمعية، بتبني حملة (لُمُّوا شملي بأسرتي)، هذه الحملة الرائدة التي تبنتها محكمة التنفيذ بالأحساء بمشاركة جمعيتي البر والتنمية الأسرية وغرفة الأحساء، تستهدف إطلاق عدد من السجناء ممن تسببت الديون في إيداعهم السجن العام.. وهذا ما فعلته من خلال الدعوة للمشاركة الجماعية في المساهمة مادياً وبما تجود به النفوس من عطاء خير لفعل الخير.
لقد تابعت مثل غيري وبإكبار هذه المبادرة الإِنسانية، فلا عجب أن تحقق نجاحاً مبهراً، وذلك عائد إلى أن القيّمين عليها بذلوا والحق يقال جهوداً طيبة ومشكورة، استطاعت أن تجمع خلال فترة زمنية قصيرة عدة ملايين؛ لتساهم هذه الحملة الجليلة في نشر الفرحة في عشرات بيوت الذين شملتهم هذه الحملة من خلال دفع ما عليهم من مال للغير.. فشكراً لكل من ساهم في هذه الحملة ألف شكر؟!
تغريدة: عمل الخير للغير هو بساط الريح في شهر الخير الذي يسمو بك إلى آفاق السعادة وأنت لا تعلم..؟!