يوسف بن محمد العتيق
لم تكن (عاصفة الحزم) وثمرتها (إعادة الأمل) اللتان قادتهما المملكة العربية السعودية ودول التحالف الإسلامي معركة جرت وقائعها في أرض اليمن الشقيقة فحسب، بل صاحبتهما معركة فكرية، كانت من نتاج المعركة الأم (عاصفة الحزم).
هذه المعركة الفكرية لم تكن على جبهة واحدة بل على جبهات عديدة، كلها صبَّت في فضح المشروع الإيراني في العالم العربي والإسلامي، والتدخُّل الإيراني في اليمن إنما هو إحدى أذرعه الخبيثة.
حين تدخلت إيران في اليمن فتحت النار عليها من كل الاتجاهات؛ فالعالم وهيئة الأمم أدانا هذا التدخل، وأيَّدا خطوات التحالف الإسلامي، والمنظمات الإسلامية والإنسانية كانت حاضرة لإدانة هذا التدخل السافر، ومجلس التعاون لم يتأخر في هذا الشجب.
ولم يتوقف رجال العلم والثقافة والإعلام والسياسة تجاه هذا المشهد في العالم العربي والإسلامي عن إدانة إيران؛ فكانت الفرصة المناسبة والمشروعة لهم للحديث في موضوع تدخلات إيران القذرة ضد جيرانها، وقمعها للشعب الأحوازي الكريم.
ومن أجل هذا وذاك خرجت عشرات الكتب التي تفضح المشروع الإيراني داخل إيران وخارجها، وأنها دولة منافقة، تكيل الحقد والظلم لمواطنيها، وتقدم الوعود الكاذبة لكل ضحايا ما يسمى تصدير الثورة، وهو في واقع الأمر تصدير الفتنة والتدخُّل في دول العالم.
أترككم مع هذه الكتب التي صدرت مؤخرًا، وكثير منها كان تفاعلاً منطقيًّا وواقعيًّا مع عاصفة الحزم، ويجيب عن أسئلة الكثير من الناس عن المشروع الإيراني.
بداية، قدَّم الدكتور نزار السامرائي كتابًا مهمًّا وكبيرًا في قرابة الـ(400 ص) تحت عنوان (المشروع الإيراني إقليميًّا ودوليًّا.. تساؤلات مشروعة). وفي هذا الكتاب أسئلة قوية، تحمل أجوبة أقوى عن المشروع الإيراني الخطير في ديار العرب، الذي كانت عاصفة الحزم مقبرته الكبرى.
ومن الكتب المهمة التي صدرت مؤخرًا في هذا المجال ما كتبه فراس عباس هاشم، ونشرته دار المعتز تحت عنوان (النفوذ المتعاظم.. إيران وأعباء التفكير الاستراتيجي حيال الصعود الإقليمي). ومما ورد في هذا الكتاب أنه وضع فصلاً خاصًّا لكوابح المشروع الإيراني، وفيه تحدث عن الدور السعودي.
ومن هذه الكتب التي صدرت مؤخرًا ما قدمه الباحث محمود عبد الله، ونشرته دار دجلة، وهي دار نشر عراقية مقيمة في الأردن، تحت عنوان (الثقافة الأحوازية بين سلطة التراث وسلطة استعمار الدولة الإيرانية)، ومن أهم أقسام هذا الكتاب القسم الذي انضوى تحت عنوان (دور الدولة الاستعمارية الإيرانية في تخلف الثقافة الأحوازية).
وقدَّم محمود عبد الله نفسه بكتاب آخر تحت عنوان (نحن والوطنية.. مئة عام من التأخر السياسي الأحوازي)، تحدث فيه في أكثر من (260 ص) عن دور إيران في محو الثقافة العربية الأحوازية الأصيلة.
وفي موضوع الأحواز نفسه ضحايا إيران الذين كانت عاصفة الحزم من أهم أسباب تسليط ضوء أقوى عليه، وعلى وضعهم.. وكتب الدكتور ثروت الحنكاوي اللهيبي كتابًا مهمَّا، وضعه بعنوان (عروبة الأحواز في الجغرافيا التاريخية المعاصرة)، وقد جاوزت صفحاته (644 ص)، كلها تدين إيران بالتوثيق لجرائمها مع هذا الشعب الأصيل.
وكتب باقر الصراف بالاشتراك مع عادل السويدي كتابًا كان عنوانه التساؤل (هل الخليج عربي أم فارسي؟). وفي هذا الكتاب مناقشة مهمة عبر صفحاته التي قاربت الأربع مائة صفحة لمناقشة المثقف المصري الراحل هيكل بخصوص سكوته في كتاباته عن تجاوزات إيران تجاه الأحواز.
وكتب الدكتور سفيان بن عباس التكريتي كتابًا مهمًّا، تحت عنوان (الفاشية الدينية.. نظرات قانونية وسياسية في الاستراتيجية الإيرانية)، ونشرت هذا الكتاب دار أمجد، وقاربت صفحاته (240 ص)، وكان أول موضوع يقرؤه القارئ في هذا الكتاب «الاستراتيجية الإيرانية والتخبط في المجهول».
وفي أكثر من (330 ص) كتب الدكتور عبد الرزاق عيسى كتابًا خطيرًا تحت عنوان (أطماع إيران في الخليج)، تحدث فيه عن أطماع إيران في الدول الخليجية, وكان الفصل الثاني من هذا الكتاب تحت عنوان الأطماع الإيرانية في البحرين، أما الفصل الثالث فهو تحت عنوان السعودية وإيران.. حوار ساخن، وفي الفصلين الخامس والسادس تحدث عن أطماع إيران في الكويت وإيران.
ومن الكتب الأخرى التي صدرت مؤخرًا في هذا المجال، وفضح إيران:
كتاب الدكتور عبد العزيز المفتي (الخلاف بين إيران والإمارات العربية المتحدة)، وكتاب الدكتور نزار السامرائي (انتهاكات إيران لحقوق الأسرى العراقيين)، وغيرها عشرات الكتب التي فضحت أشكال المخطط الإيراني كافة للتدخل في دول العالم الإسلامي.
وهنا سؤال أخير: هل كان لهذه الكتب أن تلقى هذا القبول والانتشار والاهتمام لو لم تكن معركة عاصمة الحزم موجودة؟
إن هذه المعركة النبيلة التي قادها سلمان الحزم وأشقاؤه في العالم الإسلامي معركة شاملة لانتصار الحق على الباطل، والشرعية على الانقلاب - بحول الله - وبيان الصادق من الكاذب في نصرة الشعوب المغلوبة على أمرها.