«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ظاهرة التغريدات الصفراء، إذا جاز لنا أن نصفها أسوة بالصحافة الصفراء، التي مازالت منتشرة في العديد من دول العالم، لاشك أنها ظاهرة جديرة بتسليط الضوء عليها، بعدما انتشرت وتفشت بصورة غير معقولة.. بل هناك من تجاوز الحدود في استغلال سقف الحرية التي منحها إليه (تويتر) ليغرد كيفما شاء.. لكن في السنوات الأخيرة تخطي البعض هذا السقف الممنوح لهم، لينشروا سوءاتهم في حسابهم الوهمي ومن خلال أسماء مستعارة، والحق إن هذه الظاهرة وفدت على تغريدات البعض من المغردين والمغردات بتأثير الانفتاح الكبير على الإعلام الجديد، فالتغريدة في مدرستهم لا تقاس بأهميتها لأهل بستان تويتر أو فائدتها لهم، وإنما بقدر ما تحدثه من إثارة انفعالية وعاطفية، وتوجه نحو نشر الفساد بين العباد أو تعميم البلبلة، والإشاعات المغرضة في المجتمع.. بل هناك من استغل حسابه في تويتر أو السناب شات في تسويق الرذيلة والمخدرات..
وأنا هنا لست ضد الانفتاح والأخذ بكل جديد ومفيد، لكن ضد أن نمارس نشر تغريدات تشتمل على كتابات بعيدة عن الجادة والأخلاق، ولا تلتزم بالأدب والقيم التي تربينا عليها وحثنا ديننا الحنيف على أن نتمسك بها، لما فيها من قيم ومبادئ تجسد حسن السلوك، فمن غير المقبول هبوط أخلاق أصحابها إلى الدرك الأسفل في ميادين التهجم على الأشخاص وحتى نشر صوراً فيها تشهير بشخصيات عامة مهما كانت أخطاؤهم، والوصول لمستوى التحقير من البعض كونه لا ينتمي لهذه المنطقة أو تلك القبيلة أو حتى أنهم لا يستلطفونه، وجعل بعض الحسابات ما هي إلا حسابات تم رفعها في تويتر بهدف السباب والشتم.
والذي لديه حساب في تويتر يتفاجأ بسيل من المتابعين بين فترة وأخرى، همها الوحيد النقد والتقليل من شأن كل ما له علاقة بإنجازات الوطن، وتجد بعضهم قد هبط مستواه الأخلاقي إلى الحضيض وجسّد بصورة بشعة عدم انتمائه لهذه الأرض الطيبة وراح يجعل من الحبة قبة كما يقال، متناسياً أنّ مجتمعنا ليس مجتمعاً مثالياً، فكل مواطن هنا هو بشر ومعرض للخطأ، وجميعنا نتشارك في الرأي بأنّ إشاعة الفوضى وحرمان المتابعين من قراءة ومتابعة الأشياء الجيدة والممتازة والمفيدة، بإشاعة الحرية الممجوجة أو الإباحية غير المقبولة أو الشاذة، وتحت شعار (أنا حر) وما لك خص فيما أغرد به أو أعبّر عنه .. هذا الأمر شجع ظاهرة التغريدات الصفراء.. ولكن هنا ها هي بلادنا وغير بلادنا بدأت تتصدى لأصحاب هذه الظاهرة والميول المريضة والشاذة، وراحت تصطادهم الواحد بعد الآخر وتسلمهم للعدالة ليأخذ كل واحد منهم جزاء ما ارتكبه من تصرفات وتغريدات وحماقات.. وتسويق للمحرمات من مخدرات ومحذورات وممنوعات وحتى الأسلحة المميتة وغيرها.