علي الصحن
يوم الأحد الماضي، وبعد تسريبات عدة من جهات إعلامية مختلفة، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم أن نظيره الدولي قد خاطبه بشأن طلب خصم ثلاث نقاط من رصيد فريق الاتحاد في الدوري المحلي بسبب عدم اكتمال مستحقات اللاعب الأرجنتيني مانسو.
هذا خبر ليس الأول من نوعه، والفيفا لا يعرف أسماء الأندية بل يعرف تطبيق الأنظمة، وهو يؤكد دائماً على حقوق اللاعبين ويرفض المساس أو التلاعب بها، ويعتبرها خطوط حمراء لا جدال عليها، والفيفا لا يمكن أن تمر عليه سياسات: (اللي نبيه نجيبه) و(سنسجل ونسجل) لكن هناك من لا يريد أن يعرف ذلك، أو هو يطأطئ رأسه حتى لا تمر عليه عواصف العقوبات، ويظن أن سيظل بمنأى عنها، رغم أن سياطها ستضرب ناديه يوماً ما...!!
القرار الصادر بحق فريق الاتحاد محزن بحق، ولا يمكن الاختلاف على ذلك، محزن بحق الرياضة السعودية وإدارتها وسمعتها في المحافل الدولية، محزن بحق اتحاد كرة القدم وقدرته على مواجهة المشاكل التي تواجه الأندية المنضوية تحت رايته، لم نكن ننتظر بصراحة صدور مثل هذا القرار من منظمة كرة القدم الأعلى في العالم، فهو يعكس كيف يدور العمل هنا.. وهنا أتمنى ألا يقول قائل إن الخطأ بسبب مسؤولين سابقين إن في رعاية الشباب (هيئة الرياضة) أو اتحاد الكرة أو الاتحاد النادي، فنحن نتحدث عن عمل مؤسسي متكامل يفترض تواجده في كل منظومة رياضية في البلاد، وهو أمر تحدثت عنه في هذه الزاوية غير مرة.
القرار محزن أيضاً.. لأن اتحادنا المحلي أعلن بصراحة منقطعة النظير، أنه لا يتعامل مع الأندية بمساواة، وأنه يأخذ بخاطر أندية على حساب أخرى، ولا أدري كيف امتلك اتحاد كرة القدم وناطقه ومسؤوله الإعلامي وكاتب بياناته كل هذه الشجاعة لإعلان أن خطاب الفيفا قد وصل قبل مباراة الفتح، ولكن تم التفاهم مع إدارة الاتحاد لإعلانه بعدها حتى لا يتم التأثير على الفريق في مباراته الدورية!! وكأن الفريق سيلعب مع فريق زائر من خارج البلاد فيتم مداراة خاطره والحرص على عدم التأثير عليه، وليت اتحاد الكرة يخاطب الفيفا -ما دام الفيفا جزء من السالفة- عن هذا التأخير، وهل هو عادل أم ضارب لنزاهة المنافسة مع الخاصرة!!
القرار محزن.. لكنه في وقته أيضاً فربما كانت الأندية السعودية بحاجة إليه حتى تلتفت إلى ما عليها من حقوق، وتسدد ما عليها من التزامات قبل أن يصلها مشرط الفيفا وربما بطريقة أشد من ما حدث للاتحاد، وحتى تفكر جيداً في المستقبل قبل إبرام العقود وإلزام نفسها ما لا يلزم من أجل أن يصفق لها المدرج فقط.
القرار محزن وتبعاته كذلك.. فكيف بفريق له في عالم كرة القدم السعودية شنة ورنة مثل الاتحاد، يحرم من الرخصة الآسيوية وبالتالي المشاركة في دوري أبطال آسيا بسبب المال، ثم يعاقب بسبب المال؟ أين شرفيو النادي وكبار داعميه؟ أين أصحاب الميزانيات المفتوحة والوعود التي لا تنقطع؟ أين من يحضر للدعم في مباريات معينة ثم يختفي؟؟
هل سأل الاتحاديون أنفسهم ماذا يحدث في النادي بعيداً عن نظريات وافتراضات تقوده إلى مزيد من التراجع، وتضعف هيبته؟
هل بحثوا عن حلول تنقذ سمعة النادي واسمه وتاريخه ومستقبله بدلاً من توزيع الاتهامات يمنة ويسرة مرة بدليل وتسعاً بدونه؟ وهل يعتقدون أن جماهيرهم ستصدق مثل ما يردده بعض المحسوبين على النادي؟
السؤال الأخير لاتحاد الكرة الحالي الذي يوشك أن يلملم متاعه ويمضي والاتحاد المنتظر الذي يجد هذه الأيام في كسب الأصوات: هل تأجيل الإعلان هو السياسة التي سيتم اتباعها، واعتبار ما حدث مع الاتحاد تشريع للمستقبل، أم أن الأمر خاص بـ(عميد النوادي) فقط ؟
مراحل... مراحل
- الأسماء الجديدة التي دخلت الاتحادات الرياضية أمامها الكثير من العمل وبرامجه الصعبة من أجل إعادة وهج الألعاب السعودية التي فقدت الكثير من بريقها، والأهم لدى الشارع الرياضي أن تستطيع هذه الأسماء صناعة حضور باهر في الأولمبياد المقبل.
- بعض الإعلاميين يكذب ويتحرى الكذب ويدري أنه (كاذب) في كل حضور له إن في مقالاته أو حضوره الفضائي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي فلا يستحي من الله ولا من الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- يكذبون من أجل رياضة وكسب مؤقت ولا يخشون العواقب في الدنيا والآخرة.
- الهلال يصنع بهم أكثر مما كنا نتوقع وأبعد مما كنا نظن.. يتهمون كل شيء ويقبلون خسارة من حقوقهم والتنازل عن مكتسباتهم من أجل ألا يخطو الهلال خطوات للأمام.. ومع ذلك يتقدم الأزرق ويوسع المسافات بينه وبين أنديتهم، فلا تضره خربشة (مخربش) ولا رواية (كذاب) ولا اتهامات (حكواتي) ولا سواليف (صنايعي).