«الجزيرة» - محمد السلامة:
أكد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر، أن المؤسسة استطاعت التعامل والتأقلم مع الزيادات في التكاليف ومنها أسعار الوقود التي ارتفعت 120 % وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات متعددة لرفع الكفاءة التشغيلية والإنتاجية سواء للأسطول أو الأفراد، إلى جانب العمل على إزالة الهدر، مشيراً إلى تحسن الأداء المالي المؤسسة.
وعن تأثير الأوضاع الاقتصادية الحالية على قطاع الطيران، قال الجاسر: «إن أي نشاط تجاري لا بد أن يتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية المحيطة، أما بالنسبة للمؤسسة فليس لدينا قلق من هذا الجانب».
جاء ذلك عقب مراسم توقيع اتفاقية استراتيجية بين «الخطوط السعودية» وشركة تقنية الفضائية لتوفير خدمات الإنترنت والاتصال الهاتفي والبث التلفزيوني المباشر في الرياض أمس، بحضور رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني «تقنية» صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، ووزير النقل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية سليمان عبدالله الحمدان.
وأكد الجاسر، أن اتفاقية الشراكة الموقعة مع «تقنية الفضائية» لتقديم خدمات النطاق العريض على متن أسطول طائرات «السعودية» هي بمثابة تدشين لمرحلة جديدة من التعاون البناء والشراكة المثمرة بين المؤسسات الوطنية لإنجاز مبادراتها التطويرية وخططها التنموية الشاملة وفق أهداف الرؤية الوطنية 2030 وذلك دعماً للاقتصاد الوطني نحو تنمية مستدامة تحقق من خلالها المزيد من الرخاء للوطن وللمواطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله. كما أوضح أن شراكة «السعودية» مع «تقنية» العاملة في مجال الاتصالات والتقنية الفضائية تأتي بالتزامن مع الخطوات التنفيذية لإنجاز برنامج التحول 2020 الذي يجري تنفيذه في المؤسسة ووحداتها وشركاتها الناشئة عن التخصيص الذي يرتكز إلى هدف استراتيجي وهو مضاعفة إنجازات 70 عاماً خلال سبعة أعوام، مشيراً إلى أن «السعودية» قطعت شوطاً كبيراً في مجال تحسين الخدمات وحققت تميزاً في خدماتها الإلكترونية والذاتية من خلال إطلاق العديد من برامج الخدمة منها مبادرة الخدمة المميزة ومبادرة الخدمة الشاملة ومبادرة معايير الخدمة.
وتابع الجاسر: «تعد تقنيات الاتصالات والإنترنت ووسائل الترفيه من أهم المنتجات على متن الطائرات وأضحت عاملاً تنافسيًا بين شركات الطيران، وقد عملت الخطوط السعودية منذ إطلاق برنامجها الطموح للتحول من أجل تطوير منتجاتها على متن طائراتها الحديثة وسيشهد مقر شركة بوينج الأسبوع المقبل تسلم أول طائرة من طراز 777 - 300ER المزودة بالأجنحة الجديدة للدرجة الأولى التي تتيح لضيوف «السعودية» تجربة سفر فريدة توفر الخصوصية والراحة والرفاهية والخدمات المميزة، كما تتواصل الاستعدادات لتدشين طيران أديل ذراع الطيران الاقتصادي للمؤسسة خلال العام المقبل». كما لفت إلى أن خدمات الإنترنت والاتصال الهاتفي والبث التلفزيوني المباشر على متن طائرات أسطول «السعودية» ستشهد نقلة نوعية، حيث تم توقيع اتفاقيات للاستحواذ على 113 طائرة من أفضل وأحدث ما أنتجته مصانع الطائرات في العالم وقد وصلت طلائع هذا الأسطول خلال شهر أغسطس الماضي وهي من طراز A330 الإقليمية الجديدة، حيث يتم تسلم 28 طائرة جلّها عريضة البدن خلال العام الجاري، وخلال 2017 سيتم تسلم 30 طائرة جديدة وهو أكبر عدد من الطائرات يتم تسلمه خلال عام واحد في تاريخ المؤسسة وسيتوالى وصول الطائرات الجديدة وإخراج ما تبقى من الطائرات المتقادمة في الأسطول ليكون متوسط عمر أسطول «السعودية» من أقل أساطيل شركات الطيران في العالم، وبمجموع 200 طائرة حديثة بنهاية 2020.
من جهته، الرئيس التنفيذي لـ«تقنية الفضائية» المهندس عبدالله العصيمي أكّد أن الاتفاقية لم يكن لها أن تتحقق بدون وجود بنية بحثية تحتية لتطوير مجال الأقمار الصناعية لدى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الشريك التقني، إضافة إلى استمرار العمل الدؤوب بين المختصين في «السعودية» والشركة لأكثر من ثماني أشهر، معلنا بأن البث في أول طائرة من طائرات أسطول «السعودية» سيبدأ في منتصف 2017 على أن يكتمل المشروع على جميع الطائرات في نهاية 2019، مشيداً في نفس الوقت بجهود جميع منسوبي شركة تقنية بما فيهم ستون شاباً سعودياً متخصصاً في مجال تقنيات الاتصالات الفضائية وتصنيع الأقمار الصناعية وتقديم الخدمات الثابتة والمتحركة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.