محمد البكر
قبل أسبوع مرت الذكرى الخامسة على رحيل الوالد العزيز مؤسس نادي الهلال عبدالرحمن بن سعيد - رحمة الله عليه -. رحيل هز وجداننا وأثر على مشاعرنا وحز في نفوسنا، فالراحل لم يكن مجرد رياضي عابر، بل كان قامة رياضية واجتماعية وإِنسانية. والحقيقة أن في ذكرى رحيله، ما يؤكد من جديد حجم الوفاء الذي تحمله الجماهير الهلالية والإعلام القريب من هذا الكيان. وفاء قل وجوده في الأوساط الرياضية. وفاء كان امتداداً لمواقف كثيرة، سواء مع القيادات أو النجوم أو حتى مع كل من ارتبط اسمه في يوم من الأيَّام مع الهلال.
هذا النوع من الوفاء هو الذي يشجع على الانتماء، وهو الذي يظهر معادن الناس، وهو الذي يجعل من نادٍ كالهلال قلعة للوفاء والمحبة والجمال.
لعلنا نتذكر في هذه المناسبة سمو الأمير هذلول بن عبد العزيز وسمو الأمير عبد الله بن سعد رحمهما الله، وهما اللذان كانت لهما بصمات ذهبية ساهمت في تحقيق الهلال كل هذا المجد وجعلته يتبوأ الزعامة المحلية والقارية. هؤلاء الثلاثة يستحقون من رجال الهلال الكثير من الاهتمام والتكريم، فهم رواد الزعامة وصانعيها وأصحاب بصماتها الذهبية.
الهلال والنصر في دبي!!
حتى اللحظة لم أقرأ أو أسمع من اتحاد الكرة ما يؤكد النية بنقل مباراة الهلال والنصر الدورية إلى خارج الرياض، وبالتحديد إلى دبي. ومن مبدأ أنه لا دخان بلا نار، أقول إن خطوة كهذه تحت أي مبرر تعتبر خطوة «حمقاء» وتفريغا للدوري من مضمونه التنافسي المحلي واستخفافا بالجماهير السعودية، خصوصاً جماهير هذين الناديين الكبيرين. فالتسويق لا يكون بهذه الطريقة، وزيادة الموارد المالية ليست مبرراً لمثل هذا القرار. ويكفي المصائب التي حلت بنا منذ السماح لإحدى القنوات باحتكار نقل مباريات المنتخب السعودي، والتي تسببت في انقطاع التواصل بين الجماهير السعودية ومنتخبهم الوطني، وهو الانقطاع الذي لا زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم.
من يريد موارد أكثر فعليه أن يفكر كيف يرشد مصروفاته ويوازنها مع إيراداته، بدلاً من مثل هذا الهياط الذي يصورنا للآخرين وكأننا مفلسون.
معاقبة المتخاذلين
بعد أن تأكد للجميع بأن هناك عددا من لاعبي المنتخب الوطني، لا يحترمون الشعار الذي يرتدونه، ولا يقدمون ربع مستوياتهم التي يقدمونها مع أنديتهم، بات من الضروري وضع ضوابط وعقوبات قد تردعهم عن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة، كحرمانهم من الترشح للجوائز الموسمية أو بحسم مبالغ كبيرة تتناسب مع قيمة عقودهم الاحترافية، أو بحرمانهم من مقابلة كبار الشخصيات في كافة المناسبات الرياضية والوطنية. ولعل في إقرار مثل هذه القرارات خصوصاً قرار حرمانهم من مقابلة كبار الشخصيات أكبر رادع لمثل هؤلاء المتخاذلين.
بيني وبينكم
- اللاعب المبدع عبد المجيد الرويلي سيكون واحداً من أهم اللاعبين السعوديين في السنوات القادمة، وسيتردد اسمه على ألسنة المدربين والنقاد، وحاضراً في البرامج والقنوات الرياضية، وانتقاله لأي فريق مهما كانت مكانته، يُعدُّ إضافة كبيرة وإيجابية.
- ما يتداوله الوسط الرياضي الخليجي، حول اعتبار اللاعب الخليجي لاعباً وطنياً، هو موضوع سبق أن طرحته قي مقال لي عام 1417هـ أي قبل عشرين سنة بالتمام والكمال، ورغم تأخر إعادة طرحه لعقدين، إلا أنه وحتى اللحظة لا يزال يراوح مكانه، رغم أننا نتغنى بتلك المقطوعة الرائعة « خليجنا واحد.. مصيرنا واحد « والله المستعان.
- أتألم كثيراً وأنا أتابع « بعض « الصحف وقد تساوت فيها معاني التحرير والإعلان. فلكل شيء قيمته، ولكل «مديحة» ثمن، ولكل شخصية «ميزان» ولكل « مقال « مثقال.
- الدورات الرمضانية في منطقة الخليج، أصبحت جزءا من طقوس الرياضيين الرمضانية. لكن من المهم التذكير بأن البداية الفعلية لمثل هذه الدورات كانت في نادي القادسية بالخبر. ثم انتقلت لباقي أندية المملكة، ومنها لكافة أندية الخليج. وحتى لا تضيع الحقوق الأدبية للقادسية، أدعو الأخوة جاسم ياقوت وجمال العلي وغيرهما ممن عاصر البدايات، بتوثيق تلك الدورات، سواء من جانبها الرياضي أو جانبها الثقافي والفني. فمهرجانات القادسية استضافت شخصيات ثقافية كالشعراء والمخرجين من أمثال مصطفى العقاد، أو كبار الممثلين السعوديين والخليجيين والعرب. وهناك بالتأكيد من سيساعدهما على توثيق تلك المرحلة الجميلة من تاريخ القادسية.