محمد البكر
لا يهمني من سيجلس على كرسي رئاسة الاتحاد، ليس تجاهلاً لمكانة هذا النادي العريق والكبير برجاله ونجومه وبطولاته وجماهيره، بل لأن طرحي اليوم عن الديون التي تراكمت عليه، وضيقت الخناق على الخيارات المفتوحة لاختيار رئيس لهذا النادي. فالمبالغ المطلوبة التي أعلنتها الهيئة العامة للرياضة هي 300 مليون ريال. وهو مبلغ يكفي لبناء مستشفى تخصصي، أو فندق من فئة الخمسة نجوم، وربما عدد لا بأس به من المدارس والمراكز الصحية في عدد كبير من مدننا وقرانا، هذه ليست مبالغة، إنما أرقام معلنة يمكن للقاصي أو الداني الاطلاع عليها والتأكد منها.
قبل الحديث عن هذه الديون، دعونا نسأل... كيف تجمعت ومن المتسبب فيها ومن سكت عنها.. حتى تصل لهذا المبلغ الذي هز الشارع الرياضي!!؟ أكتب عن ديون الاتحاد لأنها الأكبر والأضخم، ولا أتجاهل باقي الأندية كالنصر والهلال والأهلي وغيرها من أنديتنا، التي غاصت في هذا الوحل (بفعل فاعل). من هو هذا الفاعل وأين ذهبت هذه الأموال!؟ من المستحيل القول إن من تسبب في ذلك مجهول... والسبب أن هناك تواقيع وأسماء على كل تلك العقود التي تراكمت وتسببت في كل هذه الديون.
لن أكون حريصاً أكثر من سمو الأمير عبدالله بن مساعد، ولن أزايد على الاهتمام بهذه القضية، لكنني لا أرى ونحن في عصر المطالبة بالشفافية والوضوح وطي صفحات الفساد في كل الميادين، أن نلتزم الصمت، ولا نطالب بكشف تلك الأسماء ونحملها جزءا من المسئولية.
لقد تصرفت إدارات كثيرة، بلا وعي أو مسئولية، وبلا انضباط أوضمير، بلا رقيب أو حسيب، حتى ضاعت مئات الملايين كانت كافية للنهوض بأنديتنا ورياضاتنا وكرتنا. وكان العذر الوحيد هو أن هذه الإدارات تعمل تطوعاً على حساب وقتها وجهدها وعائلاتها. لكن اليوم غير الأمس، وما سكت عنه سابقاً يجب أن يكشف كاملاً، وهذا أقل حق لنا كرياضيين وكإعلاميين ولكم كمسئولين ومؤتمنين من قيادة هذا البلد سدد الله خطاهم.
باختصار كشف الأرقام يجب أن يتبعه كشف الأسماء.
الدبل وإدارته على طريق النجاح
سواء اختلفتم أم اتفقتم على إدارة نادي الاتفاق برئاسة الأخ خالد الدبل، فإن ما نراه اليوم لهو مؤشر كبير على أن هذه الإدارة تعمل بكل حماس وتخطيط وعطاء، كي يعود الاتفاق فريقاً مرعباً منافساً على البطولات، ربما يكون أبو عبدالله هو الأبرز إعلامياً، إلا أن ذلك لا يعني أن بقية الأعضاء لا يعملون. إنهم يقدمون لنا نموذجاً مؤسساتياً من العمل المتقن، جنباً إلى جنب مع أعضاء الشرف الذين دعموا فكرة التجديد والتغيير.
لا تنسوا نجوم الماضي
الشهرة سلاح ذو حدين، فهي من ناحية مفتاح لكل الأبواب المغلقة، كما هي من ناحية أخرى مصدر قلق وألم متى ما تبخرت تلك الشهرة، خاصة لأولئك النجوم الذين بنوا حياتهم وكأنهم نجوم لا تختفي، كم أتمنى على الهيئة العامة للرياضة تبني فكرة تكريم لكل من مثل المنتخب لأكثر من بطولتين، وذلك بمنحه بطاقة مفتوحة مدى الحياة لحضور أي مباراة يكون المنتخب الوطني طرفاً فيها. هذه البطاقة رغم رمزيتها، إلا أن لها تأثيرا إيجابيا على كل من يمثل الوطن. أما أنديتنا فهي مطالبة بمنح كل من مثل الفريق الأول موسمين أو أكثر، كلاعب أو مدرب وطني، منحه بطاقة منصة لبعض المباريات التي يختارها في بداية كل موسم. وإن فكرة كهذه لن تكلف الهيئة العامة للرياضة، ولا الأندية أي مبالغ أو التزامات كبيرة، في الوقت الذي تنمي فيه روح الانتماء وتبقيه في الأضواء وأجواء الشهرة.