محمد البكر
في الدول المتحضرة تكون الديموقراطية الطريق الأفضل والأقصر والأنزه لتحقيق التقدم والتطور وتجاوز المنافسين. أما في دول العالم الثالث الذي ننتمي إليه، فهي الطريق الوحيد والأسهل لوصول قيادات بلا كفاءة أو أحقية أو إمكانات، لا أريد التعميم، لكن في غالبيتها هي عين الحقيقة.نحن نتعامل مع الانتخابات من مبادىء «امسك لي واقطع لك»، أو كما يقال كروياً «خذ وهات». لهذا فشلت عندنا انتخابات الكثير من المجالس البلدية، قبل أن ندفع ثمناً باهظاً لانتخاباتنا الكروية.
لست هنا لتقييم أعضاء مجلس اتحاد كرة القدم، بقدر ما أراه تقييماً لأداء المجلس والفوضى التي وجدنا أنفسنا فيها مع هذا الاتحاد المفلس والعاجز عن تسجيل نقطة نجاح واحدة. والسبب أن الكثير من اعضائه المنتخبين، استغلوا ثغرة لعبة المصالح في الانتخابات لتقسيم المناصب والمصالح المرتبطة بأنديتهم، ناهيك عن الإمكانات المحدودة «جداً» لبعضهم، فكانت النتيجة أن أصبح لدينا أسوأ اتحاد كرة منذ تأسيسه. ولو راجعنا مسيرة هذا الاتحاد منذ توليه مهام عمله، لما وجدنا غيرما يطرحه الشارع الرياضي من قضايا خلافية بين الأندية واللجان والحكام وغيرهم، مما يعني أنه تخلى عن دوره الحقيقي والجوهري في التخطيط والتنفيذ والمتابعة لمسيرة الكرة السعودية، لصالح تلك القضايا السطحية التي تفرضها الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهو أمر لا أستغربه عطفاً على تشكيلة هذا المجلس الذي لو وضعته في ميزان مع الاتحادات السابقة لوجدته كالعهن لا وزن له.
ولهذا وأمام هذه التجربة الفاشلة التي جرتنا للخلف، بدلاً من دفعنا للأمام، وبسبب الاستحقاقات القادمة التي ينتظرها منتخبنا الوطني، جاء قرار الهيئة العامة للرياضة بتأجيل الانتخابات عامين، منقذاً لكرتنا السعودية، وفرصة ذهبية لإعادة ترتيب مجالس إدارات الأندية التي سيبنى عليها انتخابات اتحاد كرة القدم.
كنت أتمنى لو أننا استفدنا من الفرص التي منحت لنا في تجارب الانتخابات، بدلا من مساهمة بعضهم في إفشالها بجهله وضيق أفقه وعنصرته للأمور. ولعلنا نكون أكثر نضجا عندما تعود الفرصة بعد عامين.
لو عاد أحمد مسعود
ليس غريبا أن تحظى قضية تشكيل مجلس إدارة نادي الاتحاد بكل هذا الاهتمام والمتابعة، سواء من الشارع الرياضي، أو من الهيئة العامة للشباب. فالاتحاد ناد كبير وتاريخه عريق، وكان إلى عهد ليس ببعيد صديقا لمعظم الأندية قبل أن يعكر صفوها بعض المغرورين والمكابرين. ولعل الذي تعامل مع الاتحاد بعيداً عن ضوضاء التنافس، يدرك بأن الأستاذ أحمد مسعود يعتبر من أفضل الرؤساء الذين قادوا الاتحاد لمنصات التتويج جنباً إلى جنب مع الحفاظ على العلاقات الطيبة ما بين الاتحاد من جهة وجماهير الأندية الأخرى ومعظم الإعلاميين من جهة ثانية. وعليه فإن الاتحاد سيكون أفضل حالاً لو قدر الله وأصبح هو رئيس الاتحاد المكلف. فهو لم يكن في يوم من الأيام جزءا من مشاكل الاتحاد، بل كان على الدوام جزءا من الحل إن لم يكن كله.
نجران وأندية الأطراف
هل من حق مناطق الأطراف كالشمالية والجنوبية، الحصول على مقعد ثابت لكل منهم في الدوري الممتاز ؟؟.. سؤال طرحته على نفسي، وهو سؤال قد يكون غريباً أو غير مقبول من بعضهم. أما بالنسبة لي فإني أجد في هذا المقترح حلاً لعدم مشاركة أبناء المناطق الجنوبية والشمالية من المملكة بشكل «متواصل» في الدوري العام، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها انعدام الإمكانات المالية. وكلنا على يقين بأننا ولو انتظرنا قرنا من الزمن لما تحقق حلم أبناء تلك المناطق بالتواجد المستمر في دوري الأضواء، والسبب كما قلت انعدام الإمكانات المادية وغير المادية.
نحن نريد مشاركة أبناء كل المناطق في منظومتنا الكروية، لما له من فائدة كبيرة على الشباب وعلى الوطن وأمن المجتمع. ولعلنا تابعنا سعادة إخواننا من أبناء المنطقة الجنوبية وهم يتابعون فريق نجران ويتفاعلون معه ومع أخباره، كما تابعنا فريق الباطن وإن كانت منطقة حفر الباطن تتبع إدارياً للمنطقة الشرقية، أعتقد أن ضمان مقعد لمناطق الأطراف مهم جداً، على أن تكون المنافسات بين أندية تلك المناطق والفائز يكون ممثلاً لشباب تلك المنطقة. إنه مجرد اقتراح.