صيغة الشمري
لا يمكن تخيل تأثير الجريمة النكراء على الأمهات والتي قام بها مراهقان تابعان للتنظيم الإرهابي المتوحش (داعش) بطعن والديهما حتى فارقت الأم الحياة -رحمها الله- ولايزال الأب والأخ الأصغر في العناية المركزة -شافاهما الله- جريمة نكراء وبشعة بكل ما تعني هذه الكلمات من معنى، حيث فاقت هذه الجريمة حدود ما يتصوره العقل البشري، ودقت ناقوس الخطر الحقيقي الذي يجب أن يهب الجميع فيه للتصدي له قبل حدوث ما لا تحمد عقباه، وكم تمنيت أن يستنفر مجتمعنا بأكمله منذ حدوث أول جريمة قتل لرجل أمن أو قريب، يجب أن نتحلى بالحكمة ولا نضيع وقتنا في إلقاء اللوم على بعضنا، فنحن مثل أهل منزل دخلته أفعى، سيكون من الغباء معرفة من السبب في دخول الأفعى إلى البيت قبل محاولة قتلها وإخراجها، كان من الأولى منذ أن بدأت داعش تعبث بنا كلابها المسعورة وتقتل الأخ والخال والوالدين أن يستنفر جميع أئمة المساجد بتفنيد شبهات داعش والرد عليها عبر الخطب وعبر حلقات تحفيظ القرآن، فنحن أمام شبهات دينية يستغلها الأعداء لغسيل مخ المراهقين واستغلالهم عبر استخدام أحدث ما توصلت إليه تقنيات غسيل المخ، إننا أمام أكبر وأخطر عملية غسيل أدمغة في التاريخ تركز على تجنيد الشاب المراهق ذلك الذي يعاني من الحماسة وقلة الخبرة ليصبح صيداً يمكن التحكم به عن بعد مثل (الريبوت) واستخدامه في تنفيذ أي جريمة بدم بارد ودون أي اكتراث، نحن أمام غزو إليكتروني داعشي خطير يختطف أبناءنا ويجندهم لقتلنا، يجب الاستعانة بخبراء دول متقدمة في مجال غسيل المخ الإليكتروني والتنويم المغناطيسي وعدم استبعادهما في أثناء معالجة المشكلة، كما يجب تجفيف منابع الفتاوى المشبوهة وتفنيد وتوضيح الفتاوي التي تحتاج إلى شرح وتفصيل، وإيصالها لجميع البيوت والأسر لأن هناك فتاوى لم نسمع عنها نحن البسطاء إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس واستغربت أن مثل هذه الفتاوى لماذا لم تفند وتبين لتصل لكل مراهق لسد الباب أمام الأعداء حتى لايتم تجنيده عبر التواصل معه عن بعد واستغلال جهله بالدين وحماسته، يجب الاستنفار وتشكيل ورشة عمل لدراسة جرائم هؤلاء المجرمين الصغار، هناك خيوط يمكن وضعها بعين الاعتبار والانطلاق منها مثلاً كونهم مراهقين وصغاراً إذ يندر أن لم يكن من المستحيل أن تجد بينهم كهلاً أو كبير سن، يجب دراسة ظروف البيت والمدرسة والمسجد على حد سواء وعدم اتهام أي منهما دون الآخر، أن خطورة المشكلتقتضي علينا جميعاً أن نتوحد في مواجهتها والقضاء عليها وليس مثل وحدة الصف والتكاتف في مواجهة مثل هذه الأخطار المحدقة والمدمرة، الجميع يتحدث عن إمكانية السحر أو التنويم المغناطيسي للتحكم بالضحية يوم أو عدة أيام، علينا التأكد دائماً ومراقبة المواقع والألعاب التي يزورها المراهق وعدم التهاون في موضوع إدمانه وانغماسه بمواقع الإنترنت التي قد تكون تابعة للتنظيم المتوحش داعش، أن ماحدث لا يجب أن يصيبنا بالهلع وقلة التركيز في تشخيص المشكلة ووضع حلول حقيقية وواقعية لها بعيداً عن التنظير وإلقاء التهم جزافاً دون مستندات ودراسات علمية دقيقة مع الاستعانة بخبراء عالميين متخصصين بعلاج مثل هذه الحالات حتى نستطيع القضاء على أساس وأسباب المرض ونتخلى عن طريقتنا القديمة في علاج أعراض المرض وليس المرض نفسه!.