فيصل أكرم
كنا نحبُّ الليلَ، تعجبنا النوافذُ
دونَ سترتها..
نلفُّ أصابعَ الأمَدِ البعيدِ بمفرداتِ الظلمة الأولى
ونمشي، دونما عَجَلٍ
مع الخطواتِ، نتبعها، ونتعبها
وكانَ الليلُ أجملَ ما يكونْ
وكأننا.. كنا نحبُّ براءة الوجهِ الذي
ارتفعتْ دلائلهُ على كلّ الظنونْ
ولكلّ منزلةٍ منازلُ
من يريدُ الغيرَ شِعراً، غيرُ بعضِ القادرينَ على الجنونْ.؟!
* * *
كنا نراقبُ بعضنا..
يأتي غريبٌ للغريبِ، ويسكنان معاً
وكان الفجرُ في أوج البشائرِ
والأكفّ إلى الحناجرِ
والخناجرُ، لم تزل في ذمّة الشعراء!
شعراؤنا .. أمراؤنا
تأتي بهم كلماتهم، في غيّها يتصايحونَ وينعسونَ
ويسلمون الروحَ درباً للتناسي.. بين ذاكرتينِ
هذا الدربُ آخِرُ ما سيبقى تاركاً ومشاركاً
في المؤسفاتِ، وفي المسافاتِ العقيمةِ، والمصبّاتِ العميقةِ
والكتاباتُ التي تبقى.. سيحفظها الخلاءْ
هل سوف نجهلُ شكلَ هذي الشمسِ، إن ذهبَ النهارُ بها وجاءْ؟!
* * *
للوقتِ أسئلةٌ،
وأجوبةٌ لها وقتٌ،
ولكن.. كلّ مرآةٍ ستُكسرُ، حين تبقى الصورتانِ غريبتينْ
وكأنّ ثالثةً ستسألُ: من سيقبلنا معاً؟
أو من سيقبلُ أن يكونَ بألفِ شكلٍ،
دونما خَجَلٍ،
إذا استغنتْ عن الأجفانِ أعيننا لتنزلَ لليدينْ..؟!
فلقد عرفنا،
أنّ آخرَ ما يظلُّ لأغنياتِ الآخرينَ
كأوّل التركاتْ..
أننا سنقولُ: (ما قد عاشَ فينا،
قد أماتَ الصمتَ فينا.. ثمَّ ماتْ).
* صياغة عكسية لقصيدة (في الأمد القريب) المنشورة قبل عقدين من الزمان.