عماد المديفر
تُصِّر سكرتارية الأمم المتحدة أن تصلح الخطأ الشنيع بخطأ أشنع!
ولتؤكد مجدداً افتقارها لأدنى درجات المهنية، والنزاهة، والدقة، والموضوعية، لكن هذه المرة على لسان رأس الهرم.. أمينها العام «بان كي مون»؛ ففي تصريح مثير تناقلته وكالات الأنباء العالمية وبُثَّ محتواه عبر الأثير في مختلف وسائل الإعلام العالمية من أقاصي الشرق إلى أقاصي الغرب.. يقول فيه أمين عام أكبر وأهم منظمة دولية على وجه الأرض بأن «المنظمة تعرضت لضغوط وتهديدات من السعودية لسحب اسم التحالف الذي تقوده» لدعم الشرعية في اليمن، سحبه من «قائمة العار» التي تحوي أسماء منظمات وميليشيات ودول تنتهك حقوق الطفل في الصراعات المسلحة!
وعن ماهية هذه الضغوط المزعومة؛ سرب (مسؤول في الأمم المتحدة) لرويترز (طلب عدم الكشف عن هويته) بأن «ضغوطاً مورست من هنا وهناك.. وأن الرياض لوحت بوقف مساعداتها للفلسطينيين ووقف تمويل برامج أخرى تابعة للمنظمة الدولية».. يا عيني!.. بقدرة قادر أضحت سكرتارية الأمم المتحدة أحرص مِنّا على أهلنا الفلسطينيين..! وتزايد علينا في ذلك! فعلاً شر البلية ما يضحك!
مثل هذه التصريحات والتسريبات تذكرني بتكتيكات (استخباراتية) عفا عليها الزمن.. تمارسها استخبارات الدول المعادية في نشر الكذب والفتنة في حق الدول المستهدفة لتحقيق أهداف خبيثة.. لكن هذه المرة للأسف تصدر من موظفين كبار في الأمم المتحدة.. وللأسف أن مثل هذه «الكذبة» كبيرة.. كبيرة جداً.. لدرجة أنها لا تحتاج لما يدحضها.. إذ لا يمكن لعاقل أن يصدقها.. ولتنطبق عليها تلك المقولة الشعبية: «قال وش دراك إنها كذبة.. قال من كبرها»!
وهو بالفعل ما ذهب إليه المندوب الدائم للمملكة في الأمم المتحدة معالي السفير المهندس/ عبدالله المعلمي الذي أكد أن ما ذكره «بان كي مون» عار عن الصحة، إذ ليس من قيم وثقافة وشيم المملكة أن تهدد بوقف مساعدات إنسانية! وأن كل ما قام به وفد المملكة الدائم هو إيضاح الحقيقة، وتقديم اعتراض على تلك المعلومات المضللة الواردة في التقرير، والذي أصلاً يفتقد لأبسط ضوابط كتابة التقارير التي وضعتها الأمم المتحدة.. وأنه لهذا السبب فقط جرى رفع اسم التحالف العربي عن تلك القائمة، لأن التقرير بصيغته تلك يضرب مصداقية تقارير الأمم المتحدة.. مشدداً بأن المملكة لم تمارس أي نوع من التهديدات التي ذكرها الأمين العام، وفي لقاء له مع محطة CNN الأمريكية حين تم سؤاله عن موضوع «التهديد بإيقاف مساعدات المملكة للفلسطينيين» وصف هذا الأمر بـ»السخيف» وأضاف مندداً: «لماذا نعاقب اللاجئين الفلسطينيين لخطأ ارتكبته الأمم المتحدة؟ لِمَ نعاقب إخواننا وأخواتنا في مخيمات اللاجئين في فلسطين وغزة وأماكن غيرها؟ هذا غير منطقي، وأياً كان من ينشر هذه الشائعات، هو يحاول أن يلطخ سمعة المملكة العربية السعودية أو أن يسبب النزاعات والفتنة بيننا وبين إخواننا الفلسطينيين، وهذا أمر فظيع جداً».. وأزيد.. بل هو أمر دنيئ وخسيس يا معالي السفير..
إن تصريح الأمين العام يعيد التساؤلات مجدداً حول ما إن كانت منظمة الأمم المتحدة مخترقة من قبل موظفين مسيسين يعملون على قلب الحقائق، وتزييف الوقائع، وتضليل الرأي العام والدولي لخدمة أهداف ومصالح دول لا تريد الخير لمنطقتنا، ولدول العالم العربي والإسلامي..
إن تصريح معيب كهذا يلطخ سمعة منظمة الأمم المتحدة؛ لهو بالفعل عار عليها من جميع النواحي..!
وينبغي علينا كشف زيف هذه البروبغاندا الوقحة التي تتاجر بدماء أبنائنا أطفال اليمن الشقيق، الذين نحن أحرص عليهم من أي أحد كان.. فهم أطفالنا ولحمنا ودمنا.. واليمن والمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي واحد والتاريخ يشهد.. لكن هذا لا يكفي.. لذا أقول ينبغي علينا العمل بجد على توثيق جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية في حق اليمنيين، أطفالاً ونساءً وشيباً وشباباً، وبنية تحتية، وحضارة وتاريخ وقيم.. وأن نعمل نحن واليمنيون سوية على إنتاج أفلام وثائقية، ونشرات مصورة غنية بالمعلومات، وباللغات العالمية، تبرز الدور الإنساني العظيم الذي يقوم به التحالف وقوات الشرعية اليمينة، وتكشف جرائم الحوثي وصالح أمام الرأي العام العالمي..
إلى اللقاء.