عماد المديفر
تقول الحقائق والمعلومات التي توصلت إليها وزارة الداخلية إن غالبية المشاركين في العمليات الإرهابية الوحشية الجبانة في المملكة هم شبان سعوديون.. يتميزون بأنهم «أغرار» .. أحداث أسنان، سفهاء أحلام.. تماماً كما وصفهم الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، قبل أكثر من 1400 سنة..
هؤلاء الأغرار، هم أبناء لنا.. تم تجنيدهم ليكونوا أدوات للتنظيمات الإرهابية، تنفذ بهم ومن خلالهم أهدافها الخبيثة في هدم هذا الوطن الطيب الطاهر من داخله، وبأيدي أبناءه؛ نشراً للفوضى والدم والاحتراب.. وكل ذلك تحت شعارات مضللة براقة، ترفع اسم الدين، وتحكيم الشرع، ومكافحة التغريب والغيرة على الأعراض والحرمات!
وهو ما يعني تكفير ضمني للوطن برمته.. لا سيما وأن هؤلاء الأغرار تعرضوا قبل الانضمام لهذه التنظيمات الإرهابية -عبر وسائل تقليدية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت- لخطاب مكثف وطويل ومستمر يصف الوطن وأهله ومؤسساته بـ»المنافقين» تارة، و»الإلحاد» تارة، و»التغريبيين» تارة، و»التصهين» تارة، و»العلمانية» قديما .. والآن «الليبرالية» ونحو ذلك من المسميات التي تستهدف شيطنة الوطن والمواطن في نظر «أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام».. لتهيئتهم بشكل كاف للقيام بأي عمليات إرهابية بعد ذلك باعتبارها ليست سوى تلبية لنداء رباني، ويجب عليهم وجوباً أن يلبونه.. وليسوق «مشايخ الفتنة» آيات وأحاديث في غير موضعها تجعل مثل هذا السفيه أو ذاك يُقدم ولو بشكل فردي على القيام بأي عمل إرهابي، وليصبح هؤلاء المحرضين بمنأى عن أي تبعات قانونية، ثم ليقدموا أنفسهم بعد ذلك كـ»إسلاميين معتدلين» يقدمون «الحلول» وربما «الوساطات» لوقف العمليات الإرهابية..! وليس سلسلة عمليات القاعدة في أعوام 2003، 2004، 2005، 2006، 2007 عنا ببعيد..
هذه الحلول التي يمررونها على هيئة «خطاب مفتوح» أو حتى سري.. تصب في المحصلة لمصلحة هذه التنظيمات السرية العميلة.. هذه «الحلول» المزعومة يستهدفون من خلالها ببساطة.. بسط مزيد من نفوذهم المزعوم على المجتمع.. وليجنون -بحسب ما يعتقدون- ثمارها.. تماماً كما لو كانوا هم الجناح السياسي لتنظيمات كالقاعدة وداعش.. بل هم بالفعل الأساس.. وما القاعدة أو داعش إلا مجرد أجنحة عسكرية انتحارية للتنظيم الأم «الإخوان المسلمين» والذي يمثله بشكل أو بآخر هؤلاء الحركيين..
هؤلاء الأفاعي هم رأس الإرهاب والعمالة، هؤلاء هم «مستنقعات» الإرهاب، التي لا بد من تجفيفها والتعامل معها.. أما الإرهابيون التنفيذيون فهم مجرد «باعوض».. لا قيمة لهم، ولا وزن.. إلا أنهم قنابل متحركة!
ولو استرجعنا تاريخ العمليات الإرهابية في المملكة، بدءاً من حادثة احتلال «جهيمان» للحرم، ثم مهاجمة جنود قوات التحالف الدولي المشاركة في عمليات «عاصفة الصحراء».. -هذا التحالف الذي استطاعت الدبلوماسية السعودية الحكيمة من جمعه وتأسيسه في زمن قياسي، وليحظى بإجماع دولي حينها، وليتم على أثره تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم- لوجدناها نتيجة لما سمعناه من صوت تحريضي مباشراً من دعاة التحريض والفتنة .. سواء مع قيام ثورة المقبور «الخميني» والذي كان ملهماً وفخراً لدعاة تنظيم الإخوان المسلمين حينها.. أو في بداية التسعينيات، والتي شهدت انطلاقة لشُهرة عدد ممن يسمون بـ»رموز الصحوة»، جراء مواقفهم الخبيثة والتي أقل ما توصف به أنها مواقف تنضح بـ»الخيانة والغدر» في وقت كان الوطن أحوج ما يكون فيه لرص وتوحيد الصفوف.. فقاموا بمهاجمة الوطن وسياساته العليا، وبث تصنيفات خبيثة، ومهاجمة رموز وطنية نابغة كالراحل «غازي القصيبي» -رحمه الله- على سبيل المثال لا الحصر.. والذي وسموه حينها بـ»العلمانية» و»التغريب».. وكل هذا تحت غطاء «الغيرة» والدين..!
ثم لتأتي بعد ذلك حادثة تفجيرات العليا 1995م، والتي اتضح تأثر المتورطين بها وكثير من الذين انضووا تحت لواء «القاعدة» بخطابات «رموز الصحوة».. إلى تفجيرات «المحيا» 2003م، وسلسلة التفجيرات التي تبناها تنظيم القاعدة حينها.. حيث اعترف أحد رموزهم وهو المدعو: «إبراهيم الربيش» بتأثر القاعديين السعوديين المباشر بخطب، ومحاضرات ودروس شيوخ الإرهاب والفتنة أو «الصحوة» كما يحلو له أن يصفهم.. ثم ما تلاها من سلسلة تفجيرات تبنتها «داعش» مؤخراً.. جُلّها كانت بأيدي مواطنين سعوديين..
وتقول المعلومات والحقائق أيضاً إن وزارة الداخلية وجدت علاقة ودعما لوجستيا لهؤلاء الإرهابيين من جهات متطرفة «سنية» تقيم في طهران وتحتل مكانة عليا في التسلسل الهرمي لتنظيم «القاعدة» الإرهابي.. والذي امتدحه حينها أيضا أحد رموز الصحوة ونجوم تويتر .. بل وأكثر من ذلك، كشفت الحقائق عن دور واضح للمخابرات السورية في تسهيل عمليات استقبال المجندين السعوديين للأراضي السورية إبان فترة الاحتلال الأمريكي للعراق بعد عام 2003م، بعد خطابات تحريضية من ذات «الرموز» لـ»يهب الشباب السعودي لنصرة إخوانهم» في العراق.. وذات الأمر تكرر بعد قيام الثورة السورية المحقة ضد الطاغية بشار الأسد، ليذهب شبابنا حطباً للتنظيمات الإرهابية لتحقيق مبتغاها الخبيث، وليعودوا محاربين لدينهم وأوطانهم.. وهم الذين خرجوا مخلصين.. مضحين بالغالي والنفيس لما يعتقدون أنه الحق والصواب، وتلبية لدعوة رب الأرباب بحسب ما تم إفهامهم وتضليلهم من قبل رموز الشر «دعاة الصحوة».. أفهم الملامون وحدهم؟َ! لا والله.. بل هم مجرد أدوات للخبثاء الذين ضللوهم، وإلى الشر والغدر والإرهاب أرسلوهم.. ثم هاهم يتقلبون بالنعيم.. ويخططون لمزيد من الفتن لما يصب في صالح تنظيمهم السري العميل.. فلنواجههم بحزم وعزم، فهم العدو فلنتواصى بهم.. إلى اللقاء.