سمر المقرن
غرد الفنان عبدالله السدحان على حسابه في تويتر قائلاً: (من الساعة 10 صباحا وأنا في الزكاة والدخل نبي شهادة إلا تعبي بياناتك من الموقع، والموقع مهما حاولت ما يفتح طيب الحل).. ثم غرد قائلاً: (موقعكم ضعيف ما يفتح يا مصلحة الزكاة وش نسوي؟ لي شهرين على هالحالة والتلفزيون يبي هالشهادة يا والله النشبه)..!
عبدالله السدحان وغيره يعيشون معاناة تسجيل إقراراتهم الزكوية وسدادها بعد أن أطلقت هيئة الزكاة والدخل موقع «إيراد» الإلكتروني في فترة الذروة رغم أنه في مرحلة تجريبية ويجب أن يطلق في مرحلة غير تلك، فتحول «إيراد» إلى عكس مسماه، حيث انخفضت إيرادات الزكاة منذ تشغيل الموقع الجديد بشكل حاد، أثرت سلباً على الأموال المخصصة للضمان الاجتماعي التي تأتي من هيئة الزكاة، والتي تحولها مباشرة لحساب الضمان. كما تسبب إيراد في انخفاض أداء الفروع إلى حوالي 20% من أدائها السابق في مثل هذه الفترة حيث لم يتقن الموظفون استخدام النظام بالتزامن مع عدم قدرة المكلفين على استخدام النظام بل والولوج له رغم الإرشادات التي وضعتها المصلحة على موقعها.
لا شك أن هيئة الزكاة والدخل تعمل على تطوير أنظمتها الإدارية والمالية والتقنية وحققت نجاحات كبيرة في هذه المجالات وزادت إيراداتها بشكل ملحوظ في السنوات الماضية، ولا شك أن الهيئة أمامها مهامُ جِسام على المستويين المحلي والدولي، حيث تتسع الأنشطة الاقتصادية محلياً بالتزامن مع توجه بلادنا لتطبيق ضريبة القيمة المضافة وضريبة السلع المنتقاة. وقد يتوسع الأمر إلى أكثر من ذلك في إطار تعقد مشاكل التهرب الضريبي على المستوى العالمي، الذي أدى لتعاون دولي للحد منه من خلال المنظمات الدولية التي تشارك المملكة في عضويتها، ونحن نشد على أيدي المسؤولين في هيئة الزكاة للمزيد من التطوير على كافة محاور التطوير، خصوصاً تطوير الموارد البشرية الوطنية، وتطوير الأنظمة التقنية القادرة على الربط والضبط وخدمة المكلفين بسهولة من مكاتبهم. ولكن يجب أن لا ينسى المسؤولين في الهيئة أن للمكلفين حقوقا، أهمها إذا تجاوزنا حقهم في وعاء زكوي عادل يحقق مقاصد الزكاة الشرعية، حقهم بالحصول على شهادة الزكاة دون معاناة وفي الوقت المناسب، حيث أن جُل معاملاتهم في كافة الأجهزة الحكومية تتطلب هذه الشهادة، وبالتالي فإن تأخرها يترتب عليه مشاكل كبيرة، منها: فوات الفرصة بالمشاركة بالمناقصات الحكومية، وعدم تجديد تراخيصهم بالوقت المناسب، ومايترتب على ذلك من إغلاق حساباتهم، وعدم قدرتهم على إنجاز معاملات موظفيهم بالجوازات من تجديد إقامات وخروج وعودة، وكل ذلك يترتب عليه ضياع لحقوقهم وغرامات مالية!
أختتم بما قاله السدحان في تغريداته لاستخراج شهادة الزكاة ورخصة البلدية: (لا طلعنا شهادة زكاة ولا رخصة، سيستم مهتري تخلف في الأداء لأبعد الحدود، البلدية سهلين واضح كل شي ماعدا تقسيم الاحياء البلى الزكاة والدخل).. انتهت التغريدة. وأقول بادروا بإيجاد حل عملي للمشاكل التي ترتبت على تشغيل موقع «إيراد» ولاتجعلوا من أحد أركان الإسلام هماً للمسلمين!