سعود عبدالعزيز الجنيدل
كثير منا يتذكر قصة الغراب الذي لم تعجبه مشيته، فحاول تقليد مشية الحمامة، ولكنه لم يحسن ذلك، فحاول أن يعود لمشيته كما كان في السابق، فَعجز عن ذلك، فلا استطاع تقليد مشية الحمامة، ولا رجع لسابق عهده.
هذه القصة كما ألفناها منذ الصغر، وأجدني أتساءل بيني وبين نفسي، ما الذي دعاه إلى تغيير مشيته؟ ألم يكن مقتنعاً بوضعه، وخلقته، ومشيته؟..
لماذا نظر إلى غيره متأملاً محاكاته في مشيته؟...
هذه القصة وما تحمله من دلالات واضحة، أجدها واقعة في مجتمعنا، في حالات كثيرة، منها ما يسمى «العربيزي»، وما أدراك ما «العربيزي»!؟.
هي باختصار طريقة مختصرة في الكتابة أثناء «المحادثات» بشتى قنوات التواصل الاجتماعية: واتس أب، ماسنجر...
والمتأمل لهذه اللغة التواصلية -إن صحت تسميتها لغة- يجدها مطموسة الهوية، مشوهة الهيئة..
وفي الحقيقة أنا اتفق تماماً مع أسلوب الاختصار بشكل عام لأن المغزى هو توصيل رسالة أو معلومة... إلخ بين المتحادثين، وكما هو معلوم للمتحدثين بالإنجليزية، وجود هذه الاختصارات، سواء ما كان منها مستخدماً في الكتابة» writing»أو المشافهة «oral» أو فيهما معاً، وهي شائعة في اللغة الإنجليزية ويستخدمها «native speakers» ويسمونها «acronym» وهو أن تؤخذ أوائل الحروف من كل كلمة نحو VIP، فهي اختصار لـ very important people.
ومن الأمثلة على هذا في لغة المحادثة، كلمات مثل «BRB « وهي اختصار لـ «Be right back».
وأيضاً...CU...TYT.... إلخ.. والقصد منها اختصار الوقت، والتواصل بشكل سريع، يفهمه كلا المتحادثين.
أما الطريقة التي لا أقبلها، ولا يقبلها كثير من الناس، هي أن يتم إيجاد لغة هجينة، لغة لا هوية لها، من خلال دمج اللغتين معا، اللغة العربية والإنجليزية، ويتم التواصل بها، فالكلام المكتوب ينطق، ويقرأ باللغة العربية، ولكنه مكتوب بحروف إنجليزية، وأيضاً تكون لها طريقة خاصة يعرفها مستخدمو هذا اللغة، فمثلاً، يستخدم الرقم (2) للدلالة على الهمزة، و(3) يدل على «ع» و(7) للدلالة على «ح».. فتكتب مثلاً كلمة سؤال بهذه الطريقة، «so2al»...
وهنا يكمن الخطر، فلا هو أتقن لغته، ولا أتقن اللغة الإنجليزية.. ولا أبالغ حين أقول: إن كثيراً منهم ذو مستوى دون المتوسط في اللغة الإنجليزية، ناهيك عن ضعف مستواه في لغته الأم، وأخشى أن يكون هؤلاء مثل صديقنا الغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة، ولم يستطع ذلك، ونسي كيف هي مشيته!؟.
أخيراً: حدثني من أثق في عقله، بقوله إن هذه اللغة قلت كثيراً، ولا يكاد يوجد من يستخدمها في الفترة الحالية، فقلت له الحمد لله، وكل المنى أن تندثر وتتلاشى غير مأسوف عليها.