سعود عبدالعزيز الجنيدل
واجهتني هذه المعلومة كثيراً، أقصد الجزم أن اللغة العربية لغة أهل الجنة، واجهتني في أثناء دراسة الماجستير، وفي المجالس، والمنتديات، وسمعتها من المشايخ، وقبل هؤلاء وجدتها عند بعض علماء اللغة المتقدمين....
سأحاول في هذا المقال تسليط الضوء على هذه المقولة، والتي تحتاج إلى غرفة للعمليات، ومشرط للنقد، وهذه أسلحتي دائماً عند نقدي شيئاً ما.
وفي الحقيقة لن يسعني مقال واحد لتسليط الضوء على هذه المقولة، ولكن لعلي أسبر غورها في مقالين.
في هذا المقال سأذكر مظاهر الاستشهاد بهذه المقولة.
يقول ابن منظور في مقدمة قاموسه (لسان العرب): «وشَرُفَ هذا اللسان العربي بالبيان على كل لسان، وكفاه شرفاً أنه نزل به القرآن، وأنه لغة أهل الجنان... ويصل النفع به بتناقل العلماء له في الدنيا، وينطق أهل الجنة به في الآخرة».
ويقول أبو بكر الزبيدي: «جعل اللغة العربية أفصحها لساناً وأوضحها بياناً... واختار من بين اللغات لأنبيائه وصفوة أوليائه عند حلولهم دار المقامة».
ويقول ابن باز - رحمه الله - جواباً لسؤال عن اللغة التي يتكلم بها الله تعالى يوم القيامة: «ظاهر النصوص أنها اللغة العربية، ظاهر النصوص الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يكلم الناس باللغة العربية... ولا أعلم مانعاً من أنه يتكلم بغيرها وهو على كل شيء قدير... ويعلم جميع اللغات... لكن ظاهر النصوص أنه يخاطب الناس يوم القيامة باللغة العربية، وأن لغة أهل الجنة هي اللغة العربية».
يقول بعض الناس في كثير من المجالس التي حضرتها: إن لغة أهل الجنة هي اللغة العربية، ويذكرون هذا الحديث: يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي). وكذلك حديث (أنا عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي).
هذه بعض الأقوال التي نصَّت على كون اللغة العربية هي لغة أهل الجنة، ولديَّ بعض التعليقات على هذه الأقوال:
- هذه الأقوال صدرت من علماء في اللغة ومن علماء في الدين، مما حدا بالعوام ترديد هذه المقولة، وكأنها شيء مسلم به، وثابت قطعاً.
- أنها صدرت من مسلمين.
- هذه الأقوال نصَّت صراحة على كون اللغة العربية لغة أهل الجنة.
- لا يخفى على أحد الجهود العظيمة التي خلفها هؤلاء العلماء الذين استشهدتُ بهم.
طبعاً أؤمن تماماً أن الكلام العلمي لابد أن يستند إلى أدلة علمية، وحجج وبراهين، ومن ثم يدلي الشخص برأيه في المسألة بعيداً عن التحيّز...
سأكمل في المقال الآخر الكلام بهذا الخصوص، عارضاً رأيي في هذه المسألة.
إلى اللقاء.