ناهد باشطح
فاصلة:
((ليس من مذنب مبرأ أمام محكمته الخاصة))
- حكمة لاتينية
لو كنت رئيس تحرير صحيفة لخصصت صفحة في شهر رمضان لرصد سلوكيات الناس التي لا تتفق مع تخصيص شهر رمضان بمزايا وفضائل لا يختص بها أي من شهور السنة.
الناس في الأسواق وفي الشوارع كيف يتعاملون؟
لكن بما أن الإعلام الجديد عبر مختلف وسائله قدم لنا يوميات الناس فبإمكاننا من خلال متابعة برامج شهيرة مثل «الانستجرام» و»السناب شات» و»تويتر» و»الفيس بوك» معرفة إلى أي مدى استطاع رمضان تغيير سلوكيات الناس إلى الأفضل!
ميزة المستخدمين في هذه البرامج أن البعض يستخدمها بأسماء مستعارة ليمارسوا التعبير دون وضع أي اعتبارات أخلاقية، هم يعتقدون أن حرية التعبير تعني قول أي شيء في أي وقت ولأي شخص موجود في الفضاء الافتراضي.
وجود هؤلاء الناس رغم ضررهم وتلويثهم إلا أنهم يجسدون واقع الناس وانفصالهم عن القيم الأخلاقية بمجرد أمن الرقيب الخارجي بسبب وجودهم بأسماء مستعارة.
وهذا مأزق التربية العربية حيث أن الأسرة العربية تربي أولادها دون بناء للضمير.
ولذلك فالطفل العربي الذي تخبره أمه أنه لا داعي لرمي مخلفات أكله في حاوية النفايات لأن الحارس ليس موجودا ولا يراهم هو نفسه الطالب في المدرسة الذي يفعل الخطأ لأن المعلم لا يراه ثم يكبر فيسرق لأن مديره لا يراه ويتأخر عن العمل ويسجل اسمه كأول الحاضرين لأن مديره لا يراه وهو نفسه الشاب الذي يشارك في وسائل التواصل الاجتماعي فيشتم ويسخر حتى ونحن نعيش الأجواء الايمانية في رمضان لأن حارس البوابة ليس موجودا!!